لأسماء إذ أهلي لأهلك جيرة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لأسْمَاءَ، إذْ أهْلي لأهْلِكِ جِيَرَةٌ، | وَإذْ كُلُّ مَوْعُودٍ لها أنْتَ آمِلُهْ |
تَسُوفُ خُزَامَى المِيثِ، كلَّ عَشيّةٍ، | بِأزْهَرَ كالدّينَارِ حُوٍّ مَكَاحِلُهْ |
لها نَفَسٌ بَعْدَ الكَرَى من رُقادِها، | كَأنّ فُغامَ المِسْكِ باللّيْلِ شامِلُهْ |
فإنْ تَسأليني كَيْفَ نَوْمي فَإنّني | أرى الهَمَّ أجفاني عن النّوْمِ داخلُهْ |
وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ أنا مالهُمْ، | وَعامٌ تَمَشّى بِالفِرَاءِ أرامِلُهْ |
وَمَجدٌ أذُودُ النّاسع أنْ يَلحَقوا بهِ، | وَما أحَدٌ أوْ يَبلُغَ الشّمسَ نَائِلُهْ |
أنَا الخِنْدِفيُّ الحَنْظَليُّ الّذي بِهِ، | إذا جَمَعَتْ رُكبَانَ جَمعٍ مَنازِلُهْ |
على النّاسِ مالاً يَدُفَعُونَ خَرَاجَهُ، | وَقَرْمٌ يَدُقّ الهَامَ وَالصّخرَ بازِلُهْ |
أرَى كُلّ قَوْمٍ وَدَّ أكْرَمُهُمْ أباً، | إذا مَا انْتَمَى، لَوْ كانَ مِنّا أوَائِلُهْ |
فَخَرْنا، فَصُدِّقْنا، على النّاسِ كُلّهُمْ، | وَشَرُّ مَسَاعي النّاسِ والفَخرِ ألَمّا يُنِلْ للنّاسِ أنْ يَتَبَيّنُوا، |
فَيُزْجَرَ غَاوٍ أوْ يَرَى الحَقَّ عاقِلُهْ | وَكُلُّ أُنَاسٍ يَغْضَبُونَ على الّذي |
لَهُمْ، غَيرَنا، إذْ يَجعَلُ الخَيرَ جاعِلُهْ | إلَيْكَ ابن لَيْلى يا ابن لَيلى تجَوّزَتْ |
فَلاةً وَداويّاً دِفاناً مَنَاهِلُهْ | تُجِيلُ دلاءُ القَوْمِ فيه غُثَاءَهُ، |
إجَالَةَ حَمِّ المُسْتَذِيبَةِ جَاِمِلُهْ | لهَا صَاحِبَا فَقْرٍ عَلَيْها، وَصَادِعٌ |
بها البِيدَ عادِيٌّ ضَحُوكٌ، مناقِلُهْ | تُرِيدُ مَعَ الحَجّ ابن لَيْلى، كِلاهُما |
لصَاحِبِهِ خَيرٌ تُرَجّى فَوَاضِلُهْ | زِيارَةَ بَيْتِ الله وَابنِ خَلِيفَةٍ، |
تْحَلّبُ كَفّاهُ النّدَى وَأنَامِلُهْ | وَكَانَ بِمصْرَ اثْنانِ ما خافَ أهلُها |
عَدُوّاً، ولا جَدْباً تُخافُ هَزَايلُهْ | لَدُنْ جَاوَرَ النّيلَ ابنُ لَيْلى، فإنّهُ |
يَفيِضُ على أيدي المَساكِينِ نايِلُهْ | فأصْبَحَ أهْلُ النّيلِ قَدْ سَاءَ ظَنُّهُمْ |
به وَاطمأنّتْ بَعد فَيضٍ سَوَاحِلُهْ | أرَى النّاس إذْ خَلّى ابنُ لَيلى مكانَهُ |
يَطُوفون للغَيْثِ الذي ماتَ وَابِلُهْ | كمَا طاَفَ أيْتَامٌ بِأُمٍّ حَفِيّةٍ |
بهِمْ، وَأبٍ قَدْ فارَقَتِهُمْ شَمايلُهْ | فَقُلْ لليَتَامَى وَالأرَامِلِ وَالّذِي |
تُريدُ بِهِ أرْضَ ابن لَيلى رَوَاحِلُهْ | يَؤمّ ابن لَيْلى خَائِفاً مِنْ وَرَائِهِ، |
وَيَأمُلُ مَنْ تُرْجَى لَدَيه نَوَافِلُهْ | فَإنَ لَهُمْ مِنْهُ وَفَاءَ رَهِينَةٍ |
بأخْلاق الجُلّى تَفيضُ جَداوِلُهْ | أغَرُّ نَمَى الفارُوقُ كَفّيْهِ للعُلى، |
وَآلُ أبي العَاصِي، طِوالٌ مَحامِلُهْ | أرادَ ابنَ عَشْرٍ أنْ يَنَالَ التي غَلَتْ |
على الشِّيبِ من مَجدٍ تَسامى أطاوِلُهْ | فَوُرّعَ تَوْرِيعَ الجِيَادِ عِنَانُهُ، |
فما جاء حتى ساوَرَ الشمس ألمْ تَرَ أنّ النّيلَ نَضّبَ مَاءهُ، | وَماتَ النّدى بَعد ابنِ لَيلى وَفاعِلُهْ |
وَمُرْتَهنٍ بِالمَوْتِ غَالٍ فِداؤهُ، | تُسَنّيَ عَنْهُ يا ابن لَيْلى سَلاسِلُهْ |
وَما ضَمِنَتْ مثل ابن ليلى ضَرِيحَةٌ؛ | وَمَا كان حَيٌّ، وَهوَ حَيٌّ، يُعادِلُهْ |