لعمري لقد أردى نوار وساقها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها | إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها |
مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ، | عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها |
وَما خِفتُها إنْ أنكَحَتْني وأشهَدَتْ | على نَفْسِها لي أنْ تَبَجّسَ غُولُها |
أبَعْدَ نَوَارٍ آمَنَنّ ظَعِينَةً | على الغَدْرِ ما نَادَى الحَمامَ هَديلُها |
ألا لَيتَ شِعري عن نَوَارٍ إذا خَلتْ | بجاجَتِها هَلْ تُبْصِرَنّ سَبيلها |
أطاعَتْ بَني أمّ النّسَيرِ، فأصْبَحَتْ | على شارِفٍ وَرْقاءَ صَعْبٍ ذَلُولُها |
إذا ارْتجَلَتْ شَقْتَ عَلَيها، وإنْ تَنُخْ | يَكُنّ مِنْ غَرَامِ الله عَنها نُزُولُها |
وَقد سَخِطَتْ مني نَوَارُ الذي ارْتضَتْ | بهِ قَبْلَها الأزْوَاجُ، خابَ رَحيلُها |
وَمَنْسُوبَةُ الأجْدادِ غَيرُ لَئِيمَةٍ، | شَفَتْ لي فُؤادي وَاشتَفى بي غَليلُها |
فَلا زَال يَسْقي ما مُفَدّاةُ نَحْوَهُ، | أهاضِيبُ، مُسْتَنُّ الصَّبَا وَمَسِيلُها |
فَما فَارقَتْنا رَغْبَةً عَنْ جِمَاعِنَا، | وَلكَنّما غالَتْ مُفَدّاةَ غُولُها |
تُذَكّرُني أرْواحَها نَفْحَةُ الصَّبَا، | وَرِيحُ الخُزَامَى طَلُّها وَبَلِيلُها |
فإنّ امْرَاً يَسْعَى يُخَبّبُ زَوْجَتي، | كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها |
وَمِنْ دُونِ أبْوَالِ الأسُودِ بَسالَةٌ، | وَصَوْلَةُ أيْدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها |
فإني، كَما قالَتْ نَوَارُ، إنِ اجتَلَتْ | على رَجُلٍ، ما سَدّ كَفّي، خَليلُها |
وَأنْ لمْ تكُنْ لي في الّذي قُلتُ مِرّةٌ | فَدُلّيتُ في غَبْرَاءَ يَنْهَالُ جُولُها |
فَما أنَا بِالنّائي فَتُنْفَى قَرَابَتي، | ولا بَاطِلٌ حَقّي الذي أُقِيلُها |
ولَكِنّني المَوْلى الذي لَيْسَ دُونَهُ | وَليّ، وَمَوْلى عُقْدَةٍ مَنْ يُجيلُها |
فَدُونَكَها يا ابن الزّبَيْرِ، فإنّهَا | مَوَلَّعَةٌ يُوهي الحِجارَةَ قِيلُها |
إذا قَعَدَتْ عِنْدَ الإمامِ، كَأنّمَا | تَرَى رُفْقَةً مِنْ سَاعَةٍ تَسْتَحيلُها |
وَما خاصَمَ الأقْوَامَ من ذي خُصُومَةٍ | كَوَرْهاء، مَشْنُوءٌ إلَيْهَا حَلِيلُها |
فَإنّ أبَا بَكْرٍ إمَامكِ عالِمٌ | بِتَأوِيلِ مَا وَصّى العِبَادِ رَسُولُها |
وَظَلْمَاءَ مِنْ جَرّا نَوَارٍ سَرَيْتُها، | وَهَاجِرَةٍ دَوّيّةٍ مَا أُقِيلُها |
جَعَلْنَا عَلَينَا دُونَها مِنْ ثِيَابِنا | تَظَالِيلَ حَتى زَالَ عَنْهَا أصِيلُها |
تَرَى مِنْ تَلَظّيها الظّبَاءَ كأنّها | مُوَقَّفَةٌ تَغْشَى القُرُونَ وَعُولُها |
نَصَبْتُ لها وَجْهي وَحَرْفاً كَأنّهَا | أتَانُ فَلاةٍ خَفّ عَنْهَا ثَمِيلُها |
إذا عَسَفَتْ أنْفَاسُها في تَنُوفَةٍ، | تَقَطّعَ دُونَ المُحصَناتِ سَحيلُها |
تُرَى مثل أنْضَاءِ السّيوفِ من السُّرَى، | جَرَاشِعَةَ الأجوَازِ يَنجو رَعِيلُها |