يقول الأطباء المداوون إذ خشوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَقُولُ الأطِبّاءُ المُداوُونَ إذ خَشوا | عَوَارِضَ مِنْ أدْوَاءِ داءٍ يُصِيبُهَا |
وَظَبْيَةُ دائي، وَالشّفَاءُ لِقَاؤهَا، | وَهَلْ أنَا مَدْعُوٌّ لِنَفْسِي طَبيبُها |
وَكُومٍ مَهَارِيسِ العَشَاءِ مُرَاحَةٍ | عَلَيْنَا أتَاهَا بَعْدَ هَدْءٍ خَبيبُها |
محَا كُلَّ مَعرُوفٍ منَ الدّارِ بَعْدَنَا | دَوَالِحُ رَوْحَاتِ الصَّبَا وَجَنوبُها |
وكائِنْ أتَتْهَا للشَّمَالِ هَدِيّةٌ | منَ التُّرْبِ من أنْقاءِ وَهْبٍ غرِيبُها |
وَثِقْتُ إذا لاقَتْ بِلالاً مَطِيّتي، | لهَا بالغِنى إنْ لمْ تُصِبْها شَعُوبُها |
تَمَطّتْ بِرَحْلي وَهْيَ رَهْبٌ رَذِيّةٌ | إلَيْكَ مِنَ الدَّهْنا أتاكَ خَبيبُها |
فَما يَهتَدي بالعَينِ مِنْ نَاظِرٍ بهَا، | وَلَكِنّمَا تَهْدِي العُيُونَ قُلُوبُها |
وكانَتْ قَناةُ الدِّينِ عَوْجَاءَ عندنا، | فَجاءَ بِلالٌ فاستَقامَتْ كُعُوبُها |
فَلَمّا رَأوْا سَيْفَيْ بِلالٍ تَفَرّقَتْ | شَياطِينُ أقْوَامٍ وَمَاتَتْ ذُنُوبُها |
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ يا بِلالُ خَسأتَهُ | فأغْضَتْ لَهُ عَينٌ على مَا يَرِيبُها |
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ | مَكَارِمَ أخْلاقٍ عِظَامٍ رَغِيبُها |
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ قَد كَفَيتَهُ | بِطَعْنٍ وَضَرْبٍ حينَ ثَابَ عَكوبُها |
أبَتْ لِبِلالٍ عُصْبَةٌ أشْعَرِيّةٌ، | إذا فَزِعَتْ كانَتْ سَرِيعاً رُكُوبُها |
سَرِيعٌ إلى كَفّيْ بِلالٍ، إذا دَعَا، | مِنَ اليَمَنِ الشُّبّانُ مِنها وَشِيبُها |
وَما دَعَوةٌ تَدْعو بِلالاً إلى القِرَى | وَلا الطّعْنِ يَوْمَ الرّوْعِ إلاّ يُجيبُها |
سَرِيعٌ إلى هَذِي وَهَذِي قِيَامُهُ، | إذا صَدَقَتْ نَفْس الجَبَانِ كَذوبُها |
كَما كان يَستَحيِي أبُوهُ إذا دَعَا | لَهُ مُستَغيثٌ حِينَ هَرَّ كَليبُها |
يَكُرّ وَرَاءَ المُسْتَغيثِ إذا دَعَا | بِنَفْسٍ وَقُورٍ لا يُخافُ وَجِيبُها |
من القَوْمِ يَستَحمي إذا حَمِس الوَغى | لهاماتِ كُلاّحِ الرّجَالِ ضَرُوبُها |
وَجَدْنا لَكُمْ دَلْواً شَديداً رِشاؤها، | تَضِيمُ دِلاءَ المُسْتَقينَ ذَنُوبُها |