عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ، | وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ |
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما | تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ |
لجَاجَةُ صُرْمٍ لَيسَ بالوَصْلِ، إنّما | أخو الوَصْلِ من يَدنو وَمَن يتَلَطّفُ |
إذا انتَبهَتْ حَدْرَاءُ من نوْمةِ الضّحى | دَعَتْ وَعَليها دِرْعُ خَزٍّ وَمِطْرَفُ |
بأخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بهِ | عِذابَ الثّنايا طَيّباً حِينَ يُرْشَفُ |
وَمُسْتَنْفِزَاتٍ للقُلُوبِ، كَأنّها | مَهاً حَوْلَ مَنْتُوجاتِهِ يَتَصَرّفُ |
يُشَبَّهْنَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأنّها | مِرَاضُ سُلالٍ أوْ هَوَالِكُ نُزَّفُ |
إذا هُنّ سَاقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأنّه | جَنى النّحْلِ أوْ أبكارُ كَرْمٍ يُقَطَّفُ |
مَوانِعُ لِلأسْرَارِ، إلاّ لأهْلِهَا، | وَيُخلِفنَ ما ظنّ الغيورُ المُشَفْشِفُ |
يُحَدِّثنَ بعَدَ اليأسِ من غَيرِ رِيبَةٍ، | أحاديثَ تَشفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ |
إذا القُنْبُضَاتُ السّودُ طوّفن بالضّحى | رَقَدْنَ عَليهنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ |
وَإنْ نَبّهَتْهُنّ الوَلائِدُ بَعْدَمَا | تَصَعّدَ يَوْمُ الصّيْفِ أوْ كاد يَنصُفُ |
دَعوْنَ بقُضْبانِ الأرَاكِ التي جَنَى | لها الرّكْبُ من نَعمَانَ أيّامَ عَرّفُوا |
فَمِحْنَ بِهِ عَذْباً رُضَاباً، غُرُوبُهُ | رِقاقٌ وَأعلى حَيْثُ رُكّبْنَ أعْجَفُ |
لَبِسْنَ الفِرِنْدَ الخُسْرُوَانيَّ دُونَهُ، | مَشاعِرَ مِنْ خَزّ العِرَاقِ، المُفَوَّفُ |
فكَيْفَ بمَحْبُوسٍ دَعاني، وَدُونَهُ | دُرُوبٌ وأبْوَابٌ وَقَصْرٌ مُشَرَّفُ |
وَصُهْبٌ لِحاهُمْ رَاكِزُونَ رِماحَهُمْ، | لهمْ دَرَقٌ تحتَ العَوَالي مُصَفَّفُ |
وَضَارِيَةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ | عَلَيهنّ خَوَّاضٌ إلى الطِّنءِ مِخشَفُ |
يُبَلّغُنا عَنْهَا بِغَيْرِ كَلامِهَا | إلَيْنا مِنَ القَصْرِ البَنانُ المُطَرَّفُ |
دَعَوْتَ الذي سَوّى السّمَواتِ أيْدُهُ، | ولَلَّهُ أدْنَى مِنْ وَرِيدي وَألْطَفُ |
لِيَشْغَلَ عَني بَعْلَها بِزَمَانَةٍ | تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنْها فَنُسْعَفُ |
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمّ وَالهَوَى | فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ |
فَأرْسَلَ في عَيْنَيْهِ مَاءً عَلاهُما | وَقَدْ عَلِموا أنّي أطَبُّ وَأعْرَفُ |
فَدَاوَيْتُهُ عَامَينِ وَهْيَ قَرِيبَةٌ | أراهَا وَتَدْنو لي مِرَاراً فأرْشُفُ |
سُلافَة جَفْنٍ خَالَطَتْها تَرِيكةٌ | على شَفتَيْها وَالذّكِيُّ المُسوَّفُ |
فيا لَيْتَنا كُنّا بَعِيرَينِ لا نَرِدْ | عَلى مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ وَنُقْذَفُ |
كِلانَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرَافُهُ | عَلى النّاسِ مَطْليُّ المَساعرِ أخْشَفُ |
بِأرْضٍ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا | مِنَ الرَّيْطِ وَالدّيباجِ دِرْعٌ وَمِلحَفُ |
وَلا زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ، | وَأبْيَضُ مِنْ ماءِ الغمَامةِ قَرْقَفُ |
وأشْلاءُ لحمٍ من حُبارَى، يَصِيدُها، | إذا نَحْنُ شِئنا، صَاحِبٌ مُتَألَّفُ |
لَنَا ما تَمَنّيْنَا مِن العَيْشِ ما دَعَا | هَديلاً حَماماتٌ بِنَعْمانَ هُتفُ |
إلَيْكَ أمِيرَ المؤمِنيِنَ رَمَتْ بِنَا | هُمُومُ المُنى وَالهَوْجَلُ المُتَعَسَّفُ |
وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ | مِنَ المَالِ إلاّ مُسحَتاً أوْ مُجَرَّفُ |
وَمُنْجَرِدُ السُّهْبَانِ أيْسَرُ مَا بِهِ | سَلِيبُ صُهَارٍ أوْ قُصَاعٌ مُؤلَّفُ |
ومَائِرَةِ الأعْضَادِ صُهْبٍ كَأنّمَا | عَلَيها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ |
بَدأنَا بِهَا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيلةٍ، | وَفيها نَشاطٌ من مِرَاحٍ وَعَجْرَفُ |
فَما بَرِحَتْ حَتى تَقارَبَ خَطْوُها | وَبادَتْ ذُرَاها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ |
وَحتى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغُودِرَتْ، | إذا ما أُنِيخَتْ، وَالمَدامعُ ذُرَّفُ |
وَحتى مشَى الحادي البَطيءُ يَسُوقُها | لهَا بَخَصٌ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ |
وَحَتى بَعَثْنَاهَا وَما في يَدٍ لَهَا، | إذا حُلّ عَنها رُمّةٌ وَهيَ رُسّفُ |
إذا ما نَزلْنا قاتَلَتْ عَنْ ظُهُورِنَا، | حَرَاجِيجُ أمْثَالُ الأهلّةِ شُسّفُ |
إذا مَا أرَيْنَاهَا الأزِمّة أقْبَلَتْ | إلَيْنَا، بِحُرّاتِ الوُجُوهِ، تَصَدّفُ |
ذَرَعْنَ بِنا ما بَينَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ | إلى الشأمِ تَلْقَانَا رِعَانٌ وَصَفْصَفُ |
فأفْنَى مِرَاحَ الدّاعِرِيّةِ خَوْضُهَا | بِنا اللّيْلَ إذْ نام الدَّثُورُ المُلَفَّفُ |
إذا اغْبَرّ آفَاقُ السّمَاءِ وَكَشّفَتْ | كُسُورَ كبُيوتِ الحَيّ حمرَاءُ حَرْجَفُ |
وَهَتّكَتِ الأطْنابِ كُلُّ عَظِيمَةٍ | لها تَامِكٌ من صَادِقِ النِّيّ أعْرَفُ |
وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفَالِها | يَزِفّ وَرَاحَتْ خَلْفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ |
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصِّلا بِلَبَانِهِ | وَكَفّيْهِ حَرَّ النّارِ مَا يَتَحَرّفُ |
وَأوْقَدَتِ الشِّعْرَى مع اللّيلِ نارَها، | وَأمْسَتْ محُولاً، جِلْدُها يتَوَسّفُ |
وأصْبَحَ مَوْضُوعُ الصّقيعِ، كَأنّهُ | على سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ |
وَقاتَلَ كَلْبُ الحَيّ عَنْ نارِ أهْلِهِ، | ليَرْبِضَ فيها وَالصِّلا مُتَكَنَّفُ |
وَجَدْتَ الثّرَى فينا إذا يَبِسَ الثّرَى، | وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ |
تَرَى جارَنا فينا يُجيرُ، وَإنْ جَنَى | فَلا هُوَ مِمّا يُنْطِفُ الجارَ يُنْطَفُ |
وَيَمْنَعُ مَوْلانَا، وَإنْ كانَ نَائِياً، | بِنَا جَارَهُ مِمّا يَخَافُ وَيَأنَفُ |
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ قُدُورَنَا | ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ |
نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحلِ بالقِرَى | قُدُوراً بِمعْبُوطٍ تُمَدّ وَتُغْرَفُ |
تُفَرَّغُ في شِيزَى، كَأنّ جِفَانَها | حِياضُ جِبىً، منها مِلاءٌ وَنُصَّفُ |
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ كَأنّهُمْ | عَلى صَنَمٍ في الجاهليّةِ عُكّفُ |
قُعُوداً وخَلْفَ القاعِدِينَ سُطورُهمْ | جُنوحٌ، وأيديهِمْ جُموسٌ وَنُطّفُ |
وَما حُلّ منْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا؛ | وَلا قائِلٌ بالعُرْفِ فِينا يُعَنَّفُ |
وَما قَامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيّنَا | فَيَنْطِقَ، إلاّ بالّتي هِيَ أعْرَفُ |
وإني لمنْ قَوْمٍ بهِمْ تُتّقَى العِدَى، | وَرَأبُ الثّأى وَالجَانِبُ المُتَخَوِّفُ |
وَأضْيَافِ لَيْلٍ، قَدْ نَقَلْنا قِرَاهمُ | إلَيْهِمُ، فأتْلَفنا، المَنايا، وَأتْلَفُوا |
قَرَيْنَاهُمُ المَأثُورَةَ البِيض قَبْلَها | يُثِجّ العُرُوقَ الأَزْأَنيُّ المُثَقَّفُ |
وَمَسْرُوحَةً مِثْل الجَرَادِ يَسُوقُها | مُمَرٌّ قُوَاهُ وَالسَّرَاءُ المُعَطِّفُ |
فأصْبَحَ في حَيثُ التَقَيْنا شَرِيدُهُمْ | طَلِيقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزْعَفُ |
وَكنّا إذا ما استكْرَهَ الضّيْفُ بالقِرَى | أتَتْهُ العَوالي، وَهيَ بالسّمّ تَرْعَفُ |
وَلا نَسْتَجِمُّ الخَيْلَ، حَتى نُعِيدَها | غَوانِم مِنْ أعدائِنا وَهيَ زُحّفُ |
كَذلكَ كانَتْ خَيْلُنا، مَرّةً تُرَى | سِمَاناً، وَأحْيَاناً تُقَادُ فَتَعجَفُ |
عَلَيهِنّ مِنّا النّاقِصُونَ ذُحُولَهُمْ، | فَهُنّ بِأعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتّفُ |
مَداليقُ حَتى تَأتَي الصّارِخَ الّذي | دَعا وَهْوَ بالثّغْرِ الذي هوَ أخوَفُ |
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيْبٌ عنِ القِرَى | إلى الضّيْفِ نَمْشِي بالعَبيطِ وَنَلحَفُ |
وَقِدْرٍ فَثَأنا غَلْيَها بَعدَما غَلَتْ، | وأخْرَى حَشَشْنا بالعَوالي تُؤثَّفُ |
وَكُلُّ قِرَى الأضْيافِ نَقرِي من القَنا | وَمُعْتَبَطٍ فِيهِ السّنَامُ المُسَدَّفُ |
وَلَوْ تَشْرَبُ الكَلْبَى المرَاضُ دماءنَا | شَفَتْهها، وَذو الدَّاءِ الذي هُوَ أدْنَفُ |
مِن الفَائِقِ المَحْبُوسِ عَنهُ لِسانُهُ | يَفُوقُ، وَفيهِ المَيّتُ المُتَكَنَّفُ |
وَجدْنا أعَزَّ النّاسِ أكْثَرَهُمْ حصىً، | وَأكْرَمَهُمْ مَنْ بالمَكارِمِ يُعرَفُ |
وَكِلْتاهُما فِينا إلى حَيْثُ تَلْتقي | عَصَائِبُ لاقَى بَيْنَهُنّ المُعَرَّفُ |
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ القَلِيلِ كَثيِرُنا | إذا ما دَعَا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ |
قَلَفْنا الحَصَى عَنهُ الذي فوْقَ ظَهرِه | بِأحْلامِ جُهّالٍ، إذا ما تَغَضّفُوا |
عَلى سَوْرَةٍ، حَتى كأنّ عَزِيزَهَا | تَرَامَى بهِ مَن بَينِ نِيقَينِ نفْنَفُ |
وَجَهْلٍ بِحْلمٍ قَدْ دَفَعْنا جُنُونَهُ، | وَما كان لَوْلا حِلْمُنا يَتَزَحُلَفُ |
رَجَحنا بِهمْ حتى استَثابوا حُلُومَهمْ | بِنا بَعْدَما كادَ القَنا يَتَقَصّفُ |
وَمَدّتْ بِأيْديِها النّساءُ، وَلمْ يكُنْ | لذي حَسَبٍ عَنْ قَوْمِهِ متَخَلَّفُ |
كَفَيْناهُمُ ما نابَهُمْ بِحُلُومِنَا | وَأمْوَالِنَا، والقَوْمُ، بالنَّبْلِ، دُلّفُ |
وَقَدْ أرْشَدُوا الأوْتَارَ أفْواقَ نَبلهِم | وَأنيابُ نَوْكاهُمْ من الحَرْد تَصرِفُ |
فَما أحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دَرْأنَا | بِعِزٍّ، وَلا عِزٌّ لَهُ حِينَ نَجْنَفُ |
تَثَاقَلُ أرْكَانٌ عَلَيْهِ ثَقِيلَةٌ، | كأرْكانِ سَلْمى أوْ أعَزُّ وَأكْثَفُ |
سَيَعَلَمُ مَنْ سامى تَميماً إذا هَوَتْ | قَوَائِمُهُ في البَحْرِ مَن يَتَخَلّفُ |
فَسَعْدُ جِبَالُ العِزّ والبَحْرُ مالِكٌ، | فَلا حَضَنٌ يُبْلى وَلا البَحْرُ يُنزَفُ |
وَبِالله لَوْلا أنْ تَقُولُوا تَكَاثَرَتْ | عَلَيْنَا تَمِيمٌ ظالمِينَ، وَأسْرَفُوا |
لمَا تُرِكَتْ كَفٌّ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ، | ولا تُرِكَتْ عَينٌ على الأرْضِ تَطِرفُ |
لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي | عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ |
وَلا عِزّ إلاّ عزّنا قَاهِرٌ لَهُ، | وَيَسْألُنَا النَّصْفَ الذّليلُ فيُنْصَفُ |
ومَنّال الّذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عندَهُ، | وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأذَنُ المُتَنصَّفُ |
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وعُيُونُهمْ | مُكَسَّرَةٌ أبْصَارُها ما تَصَرّفُ |
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ الله نَحْنُ وُلاتُهُ، | وَبَيْتٌ بِأعْلى إيلِيَاءَ مُشَرَّفُ |
لَنَا، حَيْثُ آفَاقُ البَرِيّةِ تَلتَقي، | عَدِيدُ الحَصَ والقَسورِيُّ المُخَندِفُ |
إذا هَبَطَ النّاسُ المُحَصَّبَ مِنْ مِنىً | عَشِيّةَ يَوْمِ النّحرِ من حيثُ عَرّفُوا |
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا، | وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا |
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً، | وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ |
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ، | عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ |
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً، | لأنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ |
أتَطْلُبُ مَن عِنْدَ النّجومِ وَفَوْقَها | بِرِبْقٍ وعيْرٍ ظَهْرُهُ مُتَقَرِّفُ |
أبَى لِجَرِيرٍ ورَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٌ، | وَعِرْضٌ لَئِيمٌ للمَخازي مُوَقَّفُ |
إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عِنْدَ غَايَةٍ | جَرَيْتُ إلَيها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطرَفُ |
كِلانَا لعهُ قَوْمٌ هُمُ يُحْلِبُونَهُ | بأحْسابِهمْ حَتى يَرَى منْ يُخَلَّفُ |
إلى أمَدٍ، حَتى يُزَايِلَ بَيْنَهُمْ، | وَيُوجِعُ منّا النّخسُ مَن هوَ مُقرِفُ |
عَطَفْتُ عَلَيكَ الحَرْبَ، إني إذا وَنَى | أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْن مِعْطَفُ |
تُبَكّي على سَعْدٍ، وَسَعْدٌ مُقيمةٌ | بَيَبْرِينَ مِنهُمْ مَنْ يَزِيدُ وَيُضْعِفُ |
عَلى مَنْ ورَاءَ الرَّدِم لَوْ دُكّ عَنهمُ | لمَاجُوا كمَا ماجَ الجَرادُ وَطَوّفُوا |
فهمْ يَعدِلونَ الأرْض لوْلاهمُ استَوتْ | على النّاسِ أوْ كادَتْ تعسيرُ فتُنسَفُ |
وَلَوْ أنّ سَعْداً أقْبَلَتْ مِنْ بِلادِها | لجَاءَتْ بِيَبْرِينَ اللّيَالي تَزَحّفُ |