إن تذعر الوحش من رأسي ولمته
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنْ تُذعَرِ الوَحشُ مِنْ رَأسي وَلِمَّتِهِ | فَقَدْ أصِيدُ بها الغِزْلانَ وَالبَقَرَا |
قُلتُ لمَوْتَى وَخُوصٍ إذْ وَقَعنَ بهمْ | يَصرِفْنَ جَهداً وَلم تَستَطعمِ الجِرَرَا |
إنّ النّدى وَيدَ العَبّاسِ، فارْتَحِلوا، | مِثْلُ الفُراتِ إذا ما مَوْجُهُ زَخَرَا |
إنْ تَبْلُغوهُ تَكونُوا مِثلَ مُنتَجِعٍ | غَيْثاً يَمُجّ ثَآهُ المَاءَ وَالزَّهَرَا |
إلَيكَ أُرْحِلَتِ الأحقابُ وَاختَلَطتْ | بها الغُروضُ ولاقَى الأعيُنُ السَّهَرَا |
وَما جَلَوْنَ لَنا عَيْناً، فَنُطْمِعَها | بالنّوْمِ إلاّ مَعَ الإصْباحِ إذْ حَشَرَا |
إذْ وَقَعَتْ كوُقوعِ الطّيرِ وَانّجَدلَتْ | رُكبانُها حِينَ لاقَى الأزْرُعُ القَصَرَا |
مِثْلَ الجَرَاثِيمِ مَوْتَى حينَ حَلّ بهم | طول السُّرَى ركبوا أعضادَها إنّ أبا الحَارِثِ العَبّاسَ نَائِلُهُ |
مِثلُ السَّماكِ الذي لا يُخلِفُ المَطرَا | يَداهُ: هذي حَياً للناسِ يَعْصِمُهُمْ، |
وَيَجْعَلُ الله في الأخرَى لهُ الظَّفَرَا | يا أكْرَمَ الناسِ إذْ هَزّوا عَوَاليَهُمْ، |
وَأطْيَبَ النّاسِ عِندَ الخُبرِ مُعتَصَرَا | إني سَمِعْتُ بجَيْشٍ أنْتَ قَائِدُهُ، |
وَوَقْعَةٍ رَفَعَتْ أيّامُهَا مُضَرَا | لمّا التَقَى الناسُ يَوْمَ البأسِ كنتَ لهمْ |
ضَوْءاً وَمِرْدى حروبٍ يَهدِمُ الحجرَا | وَأنْتَ وَالناسُ يَوْمَ البأسِ قد علموا |
كالنّارِ حِينَ أطارَ الجاحِمُ الشّرَرَا | وَلَوْ لَقِيتَ الّذي تُكْنى بكُنْيَتِهِ، |
فاسطاعَ مِنكَ، أبا الأشبالِ، لا نجَحَرَا | يا ابنَ الخَلائِفِ! إنّ الخيل قد علمتْ |
إذا أثَارَتْ على أبْطالِهَا القَتَرَا | أنّكَ أوّلُهُمْ طَعْناً، وَأعْطَفُهُمْ |
وَرَاءَ مُرْهَقِ أُخْرَاهُمْ إذا جأرَا | وَصَابِرٍ بِكَ لَوْلا ما رَأى صَنَعَتْ |
يَداكَ بِالخَيْلِ وَالأبْطالِ ما صَبَرَا | إنّ الوَلِيدَ أبَا العَبّاسِ أوْرَثَهُ |
مِنَ المَكارِمِ مِنها الرُّجّحُ الكُبَرَا | وَجَفْنَةً مِثلَ حَوْضِ البِئرِ مُترَعَةً |
تطْرُدُ عَمّنْ أتاهَا الجُوعَ وَالخَصَرَا | جَوْفاء، شِيزِيّةً، مَلأى، مُكَلَّلةً |
مِنَ السّنامِ تَرَى مِنْ حَوْلها عَكَرَا | مِنَ الرِّجالِ وَأيْفاعٍ قَدِ احتُمِلُوا |
مُؤزَّرِينَ، وَمِثلَ البَهْمِ ما اتّزَرَا | كِلاهُما مُشْبَعً، رَيّانُ وَارِدُهُ، |
الأيِّبُونَ إلَيْهَا وَالّذِي بَكَرَا | إنّ النّدى صَاحِبَ العبّاسِ حَالَفَهُ |
وَالجودَ هُمْ إخوَةٌ قد أغرَقوا البَشَرَا | حَثْياً بِأيْدِيهِمِ المَعْرُوفَ نَائِلُهُ، |
تَفْتُرُ عَنْهُ الصَّبَا وَالجُودُ ما فَتَرَا | إنّا أتَيْنَاكَ إذْ حَلّتْ بِسَاحَتِنَا |
مِنَ السّنينَ عَضُوضٌ تَفْلِقُ الحجرَا | مُنتَجعيكَ انْتِجاع الغيْثِ إذْ وَقَعَتْ |
أشْرَاطُهُ بحَياً يُحْيي بِهِ الشَّجرَا | إنّا وَإيّاكَ كالدَّلْوِ التي وَقَعَتْ |
عَلى يَدَيْ مائِحٍ بالحَمدِ ما شَعَرَا | مِنْ مَاتِحٍ لمْ يَجِدْ دَلْواً فُيورِدَها |
عَلَيهِ إلاّ مِنَ الحَمدِ الذي ظَهَرَا | يا ابنَ الوَليدِ ألَيسَ النّاسُ قد عَلموا |
أنّكَ وَالسّيْفَ إسْلامٌ لمَنْ كَفَرَا | مِنْ نَازِعٍ طاعَةً حَتى تَكُونَ لَهُ |
بَعْدَ العَمَى مِنْ فُؤادٍ ناكِثٍ بصرَا | لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ |
مَدْحٌ إذا أنشَدَ الرّاوِي به هَدَرَا | وَالقَوْمُ لَوْ بادَرُوكَ المَجْدَ لاعترَفوا |
عَلَيْهمُ في يَدَيكَ الشّمسَ وَالقَمَرَا | ما اقتَسَمَ الناسُ مِنْ مِيرَاثِ مُقتَسَمٍ |
عِندَ التُّرَاثِ إذا في قَبْرِهِ انْحَدَرَا | مِثْلَ تُرَاثِ أبي العَبّاسِ أوْرَثَهُ |
مِنَ الطِّعانِ وَبَينَ الأعيُنِ الغُرَرَا | وَالعَبْطُ للنِّيبِ حَتى لا تَهُبّ لهَا |
رِيحٌ، وَيَقْتُلُ بِالمَأدُومَةِ القِرَرَا | يا ابنَ السّوَابقِ إنْ مدّوا إلى حَسَبٍ |
وَالأعْظَمِينَ إذا ما خاطَرُوا خَطَرَا | وَالغابِقِينَ مِنَ المَحْضَينِ جارَتَهُمْ |
والزّائِديها إلى اسْتِحْيائِهَا خَفَرَا | وَلَيْسَ مُتْبِعَ مَعْرُوفٍ تَنُولُ بِهِ |
يَداهُ مَنّاً، إذا أعطى، وَلا كَدَرَا |