لقد علمت وعلم المرء أصدقه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ | مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ |
أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً | بَعدَ ابنِ يُوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرُ |
بَلْ سَوْف يَكْفيكَها باز تَغلّبَها، | لَهُ التَقَتْ بالسّعودِ الشمسُ والقمرُ |
فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمَعا | يُشْفَى بِهِ القَرْحُ وَالأحداثُ تُجتَبرُ |
أغَرَّ، يَسْتَمْطِرُ الهُلاّكُ نَائِلَهُ، | في رَاحَتَيْهِ الدّمُ المَعْبُوطُ وَالمَطَرُ |
فَأصْبَحَا قَدْ أمَاتَ الله دَاءَهُمَا، | وَقَوّمَ الدَّرْءَ مِنْ مِصْرَيْهِما عُمَرُ |
حتى استَقامَتْ رُؤوسٌ كان يحمِلُها | أجْسادُ قَوْمٍ وَفي أعناقِهِمْ صَعَرُ |
إنّ لآل عَدِيٍّ أثْلَةً فَلَقَتْ | صَفاةَ ذُبْيانَ لا تَدنُو لها الشّجَرُ |
منها الثّرَى وَحصَى قَيسٍ إذا حُسبتْ | وَالضّارِبُونَ إذا ما اغرَوْرَقَ البَصرُ |
فلا يُكَذَّبُ مِنْ ذُبْيانَ فَاخِرُها، | إذا القَبائِلُ عَدّتْ مَجدَها الكُبَرُ |
أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرَتْ | عِنْدَ المَكَارِمِ، وَالأحْسابُ تُبتدرُ |
انّ لآلِ عَدِيٍّ، في أرُومَتِهِمْ، | بَيتَينِ قَد رَفعتْ مَجديهما مُضَرُ |
بَيْتٌ لآلِ سُكَينٍ طَالَ في عِظَمٍ، | وَآلِ بَدْرٍ هُمَا كَانَا إذا افتَخَرُوا |
بَيْتَينِ تَقْعُدُ قَيْسٌ في ظِلالِهمَا | حَيْثُ التَقَى عِندَ رُكنِ القِبلةِ البشرُ |
اسمَعْ ثَنائي فإني لَستُ مُمْتَدِحاً | إلاّ امْرَأً مِنْ يَدَيْهِ الخَيْرُ يُنْتَظَرُ |
وَأنْتَ ذاكَ الذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ | عِندَ الشّتاءِ إذا ما دُوخلَ الحُجَرُ |
وكَمْ نَمَاكَ مِنَ الآبَاءِ مِنْ مَلِكٍ | بهِ لذُبْيَانَ كَانَ الوِرْدُ وَالصّدَرُ |
يا ابنَيْ سُكَينٍ إذا مَدّتْ حِبالُهُما | حَبْلَينِ مَا فيهِما ضَعْفٌ وَلا قِصَرُ |
حَبْلَينِ طالا حِبالَ النّاسِ قَد بَلَغَا | حيثُ انتَهى من سَماءِ النّاظرِ النّظَرُ |
يا بَني كَرِيمَيْ بَني ذُبْيَانَ إنّ يَداً | عَليّ خَيرُ يَدٍ، للدّهْرِ، تُدّخَرُ |
أنْتَ رَجَائي بِأرْضِي، أنّني فَرِقٌ | مِنْ وَاسِطٍ وَالذي نَلقاهُ نَنْتَظِرُ |
وَما فَرِقْتُ وَقَد كانَتْ مَحَاضِرُنَا | مِنْهَا قَرِيباً، حِذارِي وِرْدَها هَجَرُ |
اسْألْ زِيَاداً ألَمْ تَرْجِعْ رَوَاحِلُنا، | وَنَخلُ أفْأنَّ، مِنّي بُعْدُهُ نَظَرُ |