لنا عدد يربي على عدد الحصى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَنَا عَدَدٌ يُرْبي على عَدَدِ الحَصَى | وَيُضْعِفُ أضْعَافاً كَثِيراً عَذِيرُهَا |
وَمَا حُمّلَتْ أضْغَانُنَا مِنْ قَبِيلَةٍ | فَتَحمِلَ ما يُلقَى عَلَيها ظُهُورُها |
إذا ما التَقَى الأحياءُ ثمّ تَفَاخَرُوا، | تَقَاصَرَ عِنْدَ الحَنْظَليّ فُخُورُها |
وَإنْ عُدّتِ الأحْسابُ يَوْماً وَجَدتَها | يَصِيرُ إلى حَيّيْ تَميمٍ مَصِيرُها |
وَإنْ نَفَرَ الأحْيَاءُ يَوْمَ عَظِيمَةٍ | تَحَاقَرَ في حَيّيْ تَمِيمٍ نُفُورُها |
نَمَتْني قُرُومٌ مِنْ تميمٍ، وَخِلْتُهَا | إلَيْهَا تَنَاهَى مَجْدُ أُدٍّ وَخِيرُها |
تَميمٌ هُمُ قَوْمي، فَلا تَعْدِلَنّهُمْ | بحَيٍّ إذا اعْتَزّ الأمُورَ كَبِيرُها |
هُمُ مَعْقِلُ العِزِّ الّذِي يُتّقَى بِهِ | ضِرَاسُ العِدى وَالحرْبُ تغلي قدورُها |
وَلَوْ ضَمِنَتْ حَرْباً لخِنْدِفَ أُسَرةٌ | عَبَأنَا لهَا مِنْ خِندِفٍ مَن يُبيرُها |
فما تُقبِلُ الأحياءُ من حبّ خِندِفٍ، | وَلكِنّ أطْرَافَ العَوَالي تَصُورُها |
بحَقّي أُضِيمُ العَالَمِينَ بخِنْدِفٍ، | وَقَدْ قَهَرَ الأحْيَاءَ مِنّا قَهُورُها |
مُلُوكٌ تَسُوسُ المُسلِمينَ وَغَيرَهُمْ | إذا أنكَرَتْ كَانَتْ شديداً نكِيرُها |
وَرِثْنَا كِتَابَ الله والكَعْبَةَ الّتي | بِمَكّةَ، مَحْجوباً عَلَيها سُتورُها |
وَأفضَلُ مَن يَمشي على الأرْض حيُّنا | وَمَا ضَمِنَتْ في الذّاهِبينَ قُبُورُها |
لَنا دُونَ مَنْ تَحْتَ السّمَاءِ علَيهمُ | مِنَ النّاسِ طُرّاً شَمسُها وَبُدورُها |
أخَذْنَا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْهِمُ، | لَنَا بَرُّها مِنْ دُونِهمْ وَبُحورُها |
وَلَوْ أنّ أرْض المُسْلِمِينَ يَحُوطُها | سِوَانَا مِنَ الأحياءِ ضَاعتْ ثُغورُها |
لَنَا الجِنُّ قَدْ دانَتْ وَكُلُّ قَبيلَةٍ | يَدِينُ مُصَلُّوها لَنَا، وَكَفُورُها |
وَفي أسَدٍ عَادِيُّ عِزٍّ، وَفِيهِمُ | رَوَافِدُ مَعْرُوفٍ غَزِيرٍ غَزِيرُها |
هُمُ عَمّمُوا حُجْراً وَكِنْدَةَ حوْله | عَمائمَ لا تَخفى مِنَ المَوْتِ نِيرُها |
وَنَحنُ ضَرَبْنا النّاس حتى كَأنّهُم | خَرَارِيبُ صَيفٍ صَعَصَعتها صُقورُها |
بمُرْهَفَةٍ يُذرِي السّوَاعِدَ وَقْعُهَا، | وَيَفْلِقُ هَامَ الدّارِعينَ ذُكُورُها |
وَنَحنُ أزَلْنا أهل نَجرَانَ، بَعدَما | أدارَ على بَكْرٍ رَحَانَا مُدِيرُها |
وَنَحنُ رَبِيعُ النّاسِ في كلّ لَزْبَةٍ | مِنَ الدّهْرِ لا يَمشي بمُخٍّ بَعيرُها |
إذا أضْحَتِ الآفاقُ من كُلّ جَانِبٍ، | عَلَيْها قَتامُ المَحْل بَادٍ بُسُورُها |
وَشُبّ وَقُودُ الشِّعرَيَينِ وَحَارَدَتْ | جِلادُ لِقَاحِ المُمْحلينَ وَخُورُها |
وَرَاحَ قَرِيعُ الشّوْلِ مُحدَوْدب القَرَا | سرِيعاً وَرَاحتْ وَهيَ حُدبٌ ظُهورُها |
يُبَادِرُهَا كِن الكَنِيفِ إمَامُهَا، | كَما حَثّ رَكْضاً بالسَّرايا مُغِيرُهَا |
هنَالِكَ تَقْرِي المُعْتَفِينَ قُدُورُنَا | إذا الشَّوْلُ أعيَا الحالِبينَ دُرُورُها |
وَنَعْرِفُ حَقَّ المَشْرَفِيّةِ، كُلّمَا | أطَارَ جُنَاةَ الحَرْبِ يَوْماً مُطِيرُها |