أحل هريم يوم بابل بالقنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا | نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ |
فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه | مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ |
يَكُونُ أمَامَ الخَيْلِ أوّلَ طاعِنٍ، | وَيَضْرِبُ أُخْرَاهَا، إذا هيَ وَلّتِ |
عَشِيّةَ لا يَدْرِي يَزيِدُ أيَنْتَحي | على السّيفِ أمْ يُعطي يداً حينَ شَلّتِ؟ |
وَأصْبَحَ كالشقْرَاءِ تُنحَرُ، إن مَضَتْ، | وَتُضرَبُ سَاقَاها، إذا مَا تَوَلّتِ |
لَعَمْرِي! لَقَدْ جَلّى هُرَيمٌ بسَيْفِهِ | وُجُوهاً عَلَتْها غُبْرَةٌ فَتَجَلّتِ |
وَقَائِلَةٍ: كَيْفَ القِتَالُ، وَلَوْ رَأتْ | هُرَيْماً لَدَارَتْ عَيْنُها وَاسمَدَرّتِ |
وَمَا كَرّ إلاّ كانَ أوّلَ طَاعِنٍ، | وَلا عَايَنَتْهُ الخَيْلُ إلاّ اشمأزّتِ |
أتَاكَ ابنُ مَرْوَانٍ يَقُودُ جُنُودَهُ، | ثَمَانِينَ ألْفاً، خَيْلُها قَد أظَلّتِ |
فَلَمْ يُغْنِ ما خَندَقْتَ حَوْلكَ نقرَةً | منَ البِيضِ من أغمادِها حينَ سُلّتِ |
كأنّ رُؤوس الأزْدِ خُطْبَانُ حَنظلٍ | تَخِرّ عَلى أكْتافِهِمْ حِينَ وَلّتِ |
أتَتْكَ جُنُودُ الشّام تَخفِقُ فَوْقَها | لِهَا خِرَقٌ كالطّيْرِ حِينَ اسْتقَلّتِ |
تُخَبّرُكَ الكُهّانُ أنّكَ نَاقِضٌ | دِمشق التي كانَتْ إذا الحرْبُ حَرّتِ |
صُخورُ الشظا من فرْع ذي الشَّرْي فانتمتْ | فطالَتْ على رَغْمِ العِدى فاشمَخرّتِ |
ألَمْ يَكُ للبَرْشاءِ هادٍ يُقِيمُهَا | على الحَقّ إذ كانتْ بها الأزْدُ ضَلّتِ |
أتَابِعَةُ الأوْثَانِ بَكْرُ بنُ وَائِلٍ، | وَقَد أسلَمَتْ تِسعِينَ عاماً وَصَلّتِ؟ |