إليك من الصمان والرمل أقبلت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ وَالرّملِ أقبَلَتْ | تَخبّ وَتَخدي من بَعيدٍ سَباسبُهْ |
وَكائِنْ وَصَلْنَا لَيْلَةً بِنَهَارِهَا | إلَيْكَ كِلا عَصْرَيْهِمَا أنا دائبُهْ |
لِنَلْقَاكَ، وَااللاّقِيكَ يَعْلمُ أنّهُ | إلى خَيرِ أهل الأرْض تُحدى ركائبُهْ |
أقُولُ لهَا إذا هرّتِ الأرْضُ وَاشتكتْ | حِجارَةَ صَوّان تَذُوبُ صَيَاهِبُهْ |
فَإنّ هِشَاماً إنْ تُلاقِيهِ سَالِماً | تَكوني كمَنْ بالغيثِ يُنصرُ جانبُهْ |
لِتَأتي خَيرَ النّاسِ وَالمَلِكَ الّذِي | لَهُ كُلُّ ضَوْءٍ تَضْمَحِلُّ كوَاكبُهْ |
ترَى الوَحشَ تستحييه وَالأرْضَ إذا غدا | لَهُ مُشرِقاً شَرْقِيّهُ وَمَغَارِبُهْ |
فُرَاتُ هِشَامٍ، وَالوَليدُ يَمُدّهُ | لآلِ أبي العاصي، فُرَاتٌ يُغالبُهْ |
عَلَيْكَ كِلا مَوْجَيْهِما لكَ يَلتقي | عُبابُهُما في مُزْبِدٍ لَكَ ثائِبُهْ |
إذا اجتَمَعَا في رَاحَتَيكَ، كِلاهُما، | دُوَينَ كُبَيْداتِ السّمَاءِ غَوَارِبُهْ |
وَمن أينَ أخشى الفقرَ بَعد الذي التَقى | بكَفّيكَ من مَرُوفِ ماأنا طالِبُهْ |
فَإنّ ذَنُوباً مِنْ سِجَالِكَ مالىءٌ | حِياضي، فَأفْرِغْ لي ذَنُوباً أُنَاهِبْهْ |
أنَاهِبُهُ الأدْنَينَ وَالأبْعَدَ الّذِي | أتاكَ بهِ من أبْعَدِ الأرْضِ جَالِبُهْ |
وَما مِنْهُمَا إلاّ يَرَى أنّ حَقّهُ | عَلَيْكَ لَهُ يا ابنَ الخَلايفِ وَاجبُهْ |
أبى الله إلاّ نَصْرَكُمْ بِجُنُودِهِ، | وَلَيْسَ بمَغلُوبٍ مِنَ الله صَاحِبُهْ |
وكائِنْ إلَيكُمْ قادَ مِنْ رَأسِ فتنَةٍ | جُنُوداً، وَأمْثَالُ الجِبَالِ كَتائِبُهْ |
فَمِنْهُنّ أيّامٌ بِصِفّينَ قَدْ مَضَتْ، | وَبالمَرْجِ وَالضّحَاكُ تَجرِي مَقانبُهْ |
سَمَا لهُما مَرْوَانُ حَتى أرَاهُمَا | حِيَاضَ مَنايَا المَوْتِ حُمراً مشارِبُهْ |
فما قَامَ بَعدَ الدّارِ قَوّادُ فِتْنَةٍ | لِيُشْعَلَهَا، إلاّ وَمَرْوَانُ ضَارِبُهْ |
أبَى الله إلاّ أنّ مُلْكَكُمُ الّذِي | بِهِ ثَبَتَ الدِّينُ الشّديدُ نَصَائبُهْ |