تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا، | وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ |
تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا | مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ |
فقُلتُ لها: الحاجاتُ يَطرَحْنَ بالفَتى، | وَهَمٌّ تَعَنّاني، مُعَنىًّ رَكَايِبُهْ |
وَما زُرْتُ سَلمى أنْ تَكونَ حَبيبَةً | إليّ، وَلا دَيْنٍ بِهَا أنَا طالِبُهْ |
فكائِنْ تَخَطّتْ منْ فَساطيطِ عاملٍ | إلَيْكَ وَمِنْ خَرْقٍ تعاوَى ثَعالبُهْ |
يَظَلّ القَطَا من حَيثُ ماتَتْ رِياحُهُ | يُعارِضُني تَخشَى الهلاكَ قَوَارِبُهْ |
وَمَاءٍ كَأنّ الغِسْلَ خِيضَ صَبِيبُهُ | على لَوْنِهِ والطّعمُ يَعِبِسُ شارِبُهْ |
وَرَدْتُ وَجَوْزُ اللّيلِ حَيرَانُ ساكِنٌ | عَلَيهِ، وَقد كادَتْ تميلُ كَوَاكِبُهْ |
قَطَعْتُ لألْحيهِنَّ أعْضادَ حَوْضِهِ، | وَنَشَّ نَدى الدّلْوِ المُحيلِ جوَانبُهْ |
ثَنَتْ رُكَبَ الأيْدي كَأنّ رَشِيفَها | تَرَشُّفُ مَمْطُورٍ وَقِيعاً يُناهِبُهْ |