إليك أبان بن الوليد تغلغلت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إليْكَ، أبَانَ بنَ الوَلِيدِ، تَغَلْغَلَتْ | صَحِيفَتِيَ المُهْدَى إلَيْكَ كِتابُهَا |
وَأنْتَ امْرُؤٌ نُبّئْتُ أنّكَ تَشْتَرِي | مَكَارِمَ، وَهّابُ الرّجَالِ يَهابُهَا |
بإعطائكَ البِيضَ الكَوَاعِبَ كالدُّمى | مَعَ الأعْوجِيّاتِ الكِرَام عِرَابُها |
وَشَهْبَاءَ تُعشي النّاظرِينَ إذا التَقَتْ | تَرَى بَينَها الأبطال تَهْفُو عُقابُها |
وَسَلّةِ سَيْفٍ قَدْ رَفَعْتَ بها يَداً | عَلى بَطَلٍ في الحَرْبِ قَد فُلّ نابُها |
رَأيْتُ أبَانَ بنَ الوَلِيدِ نَمَتْ بِهِ | إلى حَيْثُ يَعْلُو في السّمَاءِ سحابُها |
رَأيْتُ أُمُورَ النّاسِ باليَمَنِ التَقَتْ | إلَيكُمْ بأيْديها، عُرَاهَا وَبابُها |
وَكُنْتُمْ لِهَذا النّاسِ حِينَ أتاهُمُ | رَسُولُ هُدى الآيات ذَلّتْ رِقَابُها |
لَكُمْ أنّها في الجاهليّةِ دَوّخَتْ | لَكُمْ مِن ذُرَاها كلَّ قَرْمٍ صِعابُها |
أخَذتُمْ على الأقْوَامِ ثِنْتَينِ أنّكُمْ | مُلُوكٌ، وَأنْتُمْ في العَديدِ تُرَابُها |
وَجَدْتُ لَكُمْ عَادِيّةً فَضَلَتْ بها | مُلُوكٌ لَكُمْ، لا يُستطاعُ خطابُها |
فَما أحْي لا تَنفَكُّ مِنّي قَصِيدَةٌ | إلَيْكَ، بها تَأتِيكَ مِنّي رِكابُها |
فَدُونَكَ دَلْوِي يا أبَانُ، فَإنّهُ | سَيُرْوِي كَثِيراً مِلْؤها وَقُرَابُها |
رَحِيبَةُ أفْواهِ المَزَادِ سَجيلَةٌ، | ثَقِيلٌ على أيْدي السُّقَاةِ ذِنَابُها |
أعنّي، أبَانَ، بنَ الوَلِيدِ، بِدَفْقَةٍ | مِنَ النّيلِ أوْ كَفّيْكَ يجري عُبابُها |