متى تسألي عن عهده تجديه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
متى تَسألي عَن عَهْدِهِ تَجِدِيهِ | مَلِيّاً بوَصْلِ الحَبلِ لمْ تَصِليِهِ |
يُكَلّفُني عنكِ العَذولُ تَصَبُّراً، | وأعْوَزُ شَيءٍ مَا يُكَلّفُنِيهِ |
وَيُحْزِنُكِ اللُّوّامُ لَستُ أُطيعُهُمْ، | وَقَوْلٌ مِنَ الْوَاشِينَِ لَسْتُ أعيهِ |
عَلى أنّني أخشَى علَيْهِ، وَأتّقي | زِياداتِ مُغرًى بالحَديثِ يَشِيهِ |
عَنَاءُ المُحبّ من عَقابيلِ لَوْعَةٍ، | تَحُلّ قُوَى صَبرِ الفَتَى، وَتَهِيهِ |
مُعَلِّلُهُ بالوَعْدِ لَيسَ يَفي بهِ، | وَقَاتِلُهُ بالحُبّ لَيسَ يَدِيهِ |
وأهْيَفَ مأخوذٍ من النّفسِ شكلُه، | تَرَى العَينُ ما تَحتَاجُ أجمَعَ فيهِ |
وَلَمْ تَنْسَ نَفْسِى ما سُقيتُ بكَفّهِ | من الرّاحِ، إلاّ ما سُقيتُ بفِيهِ |
أرَى غَفْلَةَ الأيّامِ إعطاءَ مانعٍ | يُصيبُكَ أحْيَانَاً، وَحِلْمَ سَفيهِ |
إذا مَا نَسَبتَ الحادِثَاتِ وَجَدْتَها | بَناتِ الزّمانِ أُرْصِدَتْ لِبَنِيهِ |
متى أرَتِ الدّنْيا نَبَاهَةَ خامِلٍ، | فَلا تَرْتَقِبْ إلاّ خُمُولَ نَبيهِ |
ومَا رَدّ صَرْفَ الدّهْرِ مثلُ مُهَذَّبٍ | أبَى الدّهْرُ أنْ يأتي لَهُ بشَبيهِ |
أبُو غالبٍ بالجُودِ يَذكُرُ وَاجبي، | إذا ما غَبيّ البَاخِلِينَ نَسيهِ |
تَطُولُ يَداهُ عندَ أوْسَعِ سَعْيِهِمْ | ذوِي الطَّوْلِ من أكْفائِهِ، وَذوِيهِ |
إذا ما تَوَجّهْنَا بهِ في مُلِمّةٍ، | فَلَجْنا بوَجْهٍ في الكِرَامِ وَجيهِ |
تَقَيّلَ مِنْ آلِ المُدَبِّرِ سَيّداً، | يَقُودُ إلى العَلْيَاءِ مُتّبِعيهِ |
وَمَا تابعٌ في المَجدِ نَهجَ عَدُوّهِ، | كمُتّبعٍ في المَجْدِ نَهْجَ أبيهِ |
يُذلّلُ صَعبَ الأمرِ حينَ يَرُوضُهُ، | وَيَحْفَظُ أقصَى الأمرِ، حينَ يَليهِ |
جَديدُ الشّبابِ كِبْرُهُ بِفَعالِهِ، | وَبَعضُ الرّجالِ كُبْرُهُُ بسِنيهِ |
مَخيلَةُ حِلْمٍ في النّدِيّ كأنّها، | إذا اشتَهَرَتْ منهُ، مخيلَةُ تِيهِ |
إذا باتَ يُعطي والسّماحِ حَليفَهُ، | تَوَهّمَ يَعطُو بالسَّماحِ أخيهِ |
فِداكَ من الأسواءِ مَنْ بِتَّ مُسمحاً | بِمَالِكَ تَفْدي مَالَهُ، وَتقيهِ |
حَلاَوَةُ لا في نَفْسِهِ جِدُّ صَدْقَةٍ، | وَطَعمُ نَعَمْ في فيهِ جِدُّ كَرِيهِ |
وَمُطّلِبٌ منكَ المُساماةَ لم تَزَلْ | أُلُوفُكَ، حتّى أجحَفَتْ بمِئيهِ |
وَلَوْ كان يَبغي مَوْضعَ الجُودِ لاكتَفى | بمُسمِعِهِ أينَ النَّدىَ، وَمُرِيهِ |
فإيهِ لكَ الخَيرَاتُ من سَيبِكَ الذي | غَمَرَتْ بهِ سَيْبَ المُساجِلِ، إيهِ |