ألا هل أتاها بالمغيب سلامي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا هَلْ أتَاهَا، بالمَغِيبِ، سَلاَمي،؟ | وَهَلْ خَبَرَتْ وَجدي بها وَغَرَامي؟ |
وَهَلْ عَلِمَتْ أنّي ضَنِيتُ، وَأنّها | شِفَائيَ مِنْ دَاءِ الضّنَى، وَسَقَامي |
وَمَهْزُوزَةٍ، هَزَّ القَضِيبِ، إذا مشتْ | تَثَنّتْ على دَلٍّ، وَحُسْنِ قَوَامِ |
أحَلّتْ دَمي من غيرِ جُرْمٍ، وَحرّمتْ | بلا سَبَبٍ، يوْمَ اللّقَاءِ، كَلامي |
فِداؤكِ مَا أبْقَيْتِ مِنّي، فإنّهُ | حُشَاشَةُ نَفْسٍ في نحُولِ عِظامي |
صِلي مُغْرَماً قد وَاصلَ الشّوْقُ دَمْعَهُ | سِجاماً على الخَدّينِ، بَعدَ سِجامِ |
فَلَيْسَ الّذي حَلّلْتِهِ بِمُحَلَّلٍ، | وَلَيْسَ الّذي حَرّمْتِهِ بِحَرَامِ |
وإنّي لأبّاءٌ على كلّ لائِمٍ | عَلَيْكِ، وَعَصّاءٌ لكُلّ مَلامِ |
وَكُنتُ، إذا حَدّثْتُ نَفْسِي بسَلوَةٍ، | خَلَعتُ عِذاري، أوْ فَضَضتُ لجامي |
وَأسْبَلْتُ أثْوَابي لكُلّ عَظيمَةٍ، | وَشَمّرْتُ مِنْ أُخرَى لكُلّ غَرَام |
هَلِ العَيْشُ إلاّ ماءَ كَرْمٍ مُصَفَّقٍ، | يُرَقْرِقُهُ، في الكأسِ، ماءُ غَمامِ |
وَعُودُ بَنَانٍ، حينَ سَاعَدَ شَجْْوهُ | عَلَى نَغَمِ الألحَانِ نَايَ زُنَامِ |
أبَى يَوْمُنَا بالزَّوّ، إلاّ تَحَسّناً | لَنَا بِسَمَاعٍ طَيّبٍ، وَمُدامِ |
غَنِينَا عَلى قَصْرٍ يَسِيرُ بِفِتْيَةٍ | قُعُودٍ، عَلَى أرجَائِهِ، وَقِيَامِ |
تَظَلُّ البُزاةُ البِيضُ تَخْطَفُ حَوْلَنا | جَآجىءَ طَيْرٍ في السّمَاءِ سَوَامِ |
تَحَدَّرُ بالدُّراجِ من كُلّ شَاهِقٍ، | مُخَضَّبَةً أظْفَارُهُنّ، دَوَام |
فَلَمْ أرَ كالقَاطُولِ يَحْمِلُ ماؤهُ | تَدَفُّقَ بَحْرٍ بالسّمَاحَةِ طَامِ |
وَلاَ جَبَلاً كَالزَّوّ يُوقَفُ تَارَةً | وَيَنْقَادُ، إمّا قُدْتَهُ بِزِمَامِ |
لَقَدْ جَمَعَ الله المَحَاسِنَ كُلّهَا | لأبْيَضَ مِنْ آلِ النّبيّ، هُمامِ |
نَطيفُ بطَلْقِ الوَجْهِ، لا مُتَجَهِّمٍ | عَلَيْنَا، وَلا نَزْرِ العَطَاءِ جَهَامِ |
يُحَبّبُهُ، عِنْدَ الرّعِيّةِ، أنّهُ | يُدافِعُ عَنْ أطْرَافِهَا وَيُحاَمي |
وَأنّ لَهُ عَطْفاً عَلَيْهَا وَرأفةً، | وَفَضْلَ أيَادٍ، بالنَّوال، جِسَامِ |
لقَد لجَأ الإسلامُ، من سَيفِ جَعفَرٍ، | إلى صَارِمٍ في النّائِبَاتِ حُسَام |
يَسُدُّ بهِ الثّغرَ المَخُوفَ انْثِلاَمُهُ، | وإنْ رَامَهُ الأعْداءُ كُلَّ مَرَامِ |
نُصَلّي، وإتْمامُ الصّلاةِ اعْتِقَادُنَا | بِأنّكَ عِندَ الله خَيْرُ إمَامِ |
إلَيكَ، أمِينَ الله، مَالَتْ قُلُوبُنَا | بإخْلاصِ نُزّاعٍ إلَيكَ هُيَامِ |
حَلَفتُ بمنْ أدعُوهُ رَبّاً، ومَنْ لَهُ | صَلاتي، وَنُسكي خالِصاً وَصِيامي |
لَقَدْ حُطْتَ دينَ الله خَيرَ حِيَاطَةٍ، | وَقُمْتَ بِأمْرِ الله خيرَ قِيَامٍ |