ألبيت مبني على أركانه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألبَيْتُ مَبْنيٌّ على أرْكَانِهِ، | وَالطِّرْفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ |
يا عاذِلَ الحَسنِ بنِ وَهبٍ في اللُّهى | مِنْ نَيْلِهِ، وَالغَمرِ مِنْ إحسانِهِ |
إنْ كانَ شأنُكَ ما أرَاهُ، فإنّهُ | عاصٍ عَليكَ، وآخِذٌ في شانِهِ |
لَنْ تَسبُقَ الرّيحُ الشَّمالُ إذا طغتْ | في الجَرْيِِ، ما لم تَجرِ في ميدانِهِ |
وَبِأيّما آبَائِهِ لا يَكْتَسِي | مَجْداً، يَفُوتُ الرَّوْضَ في ألْوانِهِ |
أبِوَهْبِهِ، وَسَعيدِهِ، أوْ قَيْسِهِ، | وَحُصَيْنِهِ، أَمْْ عَمرِهِ، وَقَنانِهِ |
لا المَجدُ بَينَهُمُ غَرِيبٌ زَائرٌ، | بَلْ في محَلّتِهِ، وَفي أوْطَانِهِ |
يا صَيْقَلَ الشّعْرِ المُقَلَّدِ في الَّذِي | يُختارُ مِنْ قَلْعِيّهِ، ويَمَانِهِ |
اسمَعْهُ مِنْ قَوّالِهِ تَزْدَدْ بِهِ | عُجْباً، وطِيبُ الوَرْْدِ في أغصَانِهِ |
أحسَنْتُ فيهِ مُبَرِّزاً، فجَفَوْتَني، | وَتُبِرُّ أقْوَاماً على استِحسَانِهِ |
هَلْ تُضْغِيَنْ لأخٍ يَقُولُ بحالِهِ | مُتَعَتِّباً، إذْ لمْ يَقُلْ بلِسَانِهِ ؟ |
نَزَلَتْ بَعقْوَتِهِ الخُطُوبُ طَوَارِقاً | فَتخَوّنَتْهُ، وَأنتَ مِنْ اخوانِهِ |
ما كان غَرْواً أنْ يَضِيعَ ذِمامُهُ، | لَوْ لم تَكُنْ في عَصرِهِ وَزَمانِهِ |
هَذا وَأنتَ الحُجّةُ البَيْضََاءُ في | اكْرَامِهِ مِنْ وَافِدٍ، وَهَوَانِهِ |
وَمتى رآكَ النّاسُ تَحرِمُهُ اقتَدَوا | بكَ غَيرَ مُرْتابينَ في حِرْمَانِهِ |
فتَكُونُ أولَ مانِعٍ مِن نَفسِهِ | ما أمّلَ العافي، وَمِنْ جِيرَانِهِ |
وَالأرْضُ تَبذلُ في الرّبيعِ نَبَاتَها، | وَكذَاكَ بَذْلُ الحُرّ في سُلطانِهِ |
وَالعُرْفُ بُنيانٌ، فمَنْ يَعدُ الرُّبَى | يُشرِفْ، وَيَعْفُ السّيلُ من بُنيانِهِ |
واعَلمْ بأنّ الغَيثَ لَيسَ بنافِعٍ | للنّاسِ، ما لمْ يأتِ في إبّانِهِ |