لها الله عني ضامن وكفيل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَهَا الله عَنّي ضَامِنٌ وَكَفِيلُ، | يُتَابَعُ فيها، أوْ يُطاعُ عَذُولُ |
أبِيتُ بأعْلَى الحَزْنِ، والرّمْلُ عندَهُ | مَغَانٍ لَهَا مَعْْفُوّةٌ وَطُلُولُ |
وَقَد كُنتُ أهوَى الرّيحَ غَرْباً مآبُها، | فقَد صِرْتُ أهوَى الرّيحَ وَهيَ قَبُولُ |
وَمَا زَالَتِ الأحلاَمُ، حتّى التَقَى لَنا | خَيالانِ: بَاغِي نائِلٍ وَمُنِيلُ |
أُنَبّهُهَا، وَهْناً، وفي فَضْلِ مِرْطِهَا، | مُصَابٌ قُوَاهُ بالنّعاسِ، قَتِيلُ |
فَيَا حُسْنَهَا، إذْ هَبّ من سِنَةِ الكَرَى، | صَرِيعٌ بِصَيْكِ الزَّعْفَرَانِ، رَميلُ |
عَذَرْتُ النّوَى، فيمَنْ إلَيهِ اختيارُها، | فَما عُذرُها في المُلْكِ حينَ يَزُولُ |
أمَا وَزَعَتْنِي النّفْسُ عَن بينِ مُلصَقٍ | إلى النّفْسِ، تَبكي بَيْنَهُ، وَتَعُولُ |
بلى، قد تَكرّهتُ الفِرَاقَ، وأشفَقَتْ | جوَانِحُ، مِنْهَا مُثْبَتٌ وَعَليلُ |
وَدَافَعتُ جُهدي عن ثُرَيّا، فلم يكنْ | إلى مَنْعِها مِنْ أنْ تُبَاعَ سَبيلُ |
فَلاَ وَصْلَ إلاّ أنْ تُجَدَّدَ خِلّةٌ، | ولاَ أُنْسَ إلاّ أنْ يَكُونَ بَديلُ |
وَلَوْ أنْجَبَتْ أُمُّ البرِيدِيّ ما نَأى | عَليّ جَداهُ، والبَخيلُ بَخيلُ |
نَبَا في يَدي، وابنُ اللّئيمَةِ واجِدٌ، | وَيَنْبُو الحَدِيثُ الطّبْعِ، وَهوَ صَقيلُ |
بَدا بالسِّيَاطِ الشُّقْرِ، والمَرْءُ مُبتَدٍ | منَ النّاسِ، بالرّهْطِ الذينَ يَعُولُ |
وَكُنْتُ خَليقاً أنْ يُشَيِّعَ مِنّتي | عَزَاءٌ عَلى مَا فَاتَ مِنْهُ، جَميلُ |
فَهَلْ يَنْفَعَنّي في حَمُولَةَ أنّهُ، | لأوْزَنِ ما أَعْيَا الرّجَالَ، حَمُولُ |
أسًى في نُفُوسِ الحاسِدينَ وَحَسرَةٌ، | وَغَيْظٌ على أكبادِهِمْ، وغَليلُ |
وَكانُوا، إذا رَامُوا تَعاطيَ سَعْيِهِ | يَفيءُ بعَجْزٍ رأيُهُمْ، فيَفيلُ |
وَمَا نَقَمُوا إلاّ تَخَرُّقَ مُنْعِمٍ، | يَطُوعُ لَهُمْ إحْسَانُهُ، فيَطُولُ |
لَهُ هِمّةٌ نُلْقي عَلَيْهَا مُهِمَّنَا، | فيَدْنُو بَعيدٌ، أوْ يَدِقُّ جَليلُ |
أقامَتْ لَنا عُوجَ الخُطوبِ، وَرَحّلتْ | نَوَائِبَ هذا الدّهْرِ، وَهْيَ نُزُولُ |
فأصْبَحَ ما نَرْجُو مُؤدًّى قَصِيُّهُ | إلَيْنَا، وَغَالَتْ ما نُحاذرُ غُولُ |
وَلِيُّ أيادٍ عِنْدَنَا، مَا يُغِبُّهَا | ثَنَاءٌ، عَلَى سَمَعِ العَدُوّ ثَقِيلُ |
وكيف تُخِلُّ الأَرضُ بالنَّبْتِ فَوْقَها | تَحَرِّي سَمَاءٍ ما تَزَالُ تُخِيلُ |
لَهُ بَينَ جُوذَرْزٍَ مَنَاقِبٌ | شَرَاوَى لأعْلامِ الدّجَى، وَشُكُولُ |
فَما سَعيُهُ، عَن نَيلِهِنّ، مُؤخَّرٌ، | وَلاَ حَدُّهُ، عَنْ حَوْزِهنّ، كَليلُ |
خَطَبْنَا ألَيْهِ قَوْلَهُ، غِبَّ فِعْلِهِ، | وَمَنْ يَفْعَلِ المَعْرُوفَ، فَهوَ يَقولُ |
وَمَا سَاعَةٌ مِنْ جَاهِهِ، دُونَ جودِهِ، | بمُبْعِدَةٍ مِنْ أنْ يُنَالَ جَزِيلُ |
أرَاني حَقيقاً أنْ أؤولَ إلى الغِنَى، | إذا كانتِ الشُّورَى إلَيكَ تَؤولُ |
وإنّي على غَرْبِي وَشَغْبِ شَكيمَتي، | لَمُعْتَبَدٌ للطَّوْلِ مِنْكَ، ذَليلُ |
جَلا أوْجُهَ الآمَالِ، حتّى أضَاءَها، | هِلالٌ، عَلَيْهِ بَهْجَةٌ وَقَبُولُ |
صَغيرٌ، يُرَجّى للكَبيرِ ضُحَى غَدٍ، | وكم مِنْ كَثيرٍ قَدْ بَداهُ قَليلُ |
نُؤَمِّلُ أنْ تَسرِي عَلَيْنَا، وَتَغْتَدي | أساكيبُ، مِن آلائِهِ، وَفُضُولُ |
إذا استُحْدِثَتْ فيكُمْ زِيَادَةُ واحِدٍ | تَدَفَّقَ بَحْرٌ، أوْ تَلاَحَقَ نِيلُ |