تبا للحمك أيها اللحام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَبًّا لِلَحْمِكَ أَيُّها اللَّحَّام ، | وَلِخُبْزِكَ الوَتِحِ الَّذِي تَسْتَامُ |
باكَرْتَ خَلَّتَنَا ورأَسُكَ أَشْيَبٌ | ولَوَيْتَ حاجَتَنَا وأَنْتَ غُلامُ |
في كلِّ حالَيْكَ اكْتَسَبْتَ مَذَمَّةً | لا ثَرْوَةٌ حُمِدَتْ ولا إِعْدامُ |
قَدْ كَانَ واجِبُنَا عَلَيْكَ مَبَرَّةً | إِنْ لَمْ تُيَسَّرْ تُحْفَةٌ فَسَلامُ |
ظَْلنَا بِبَابِ الرُّومِ نَرْقُبُ هَلْ نُرَى | نُزُلاً لِنازِلةِ الْمُرَيْجِ يُقَامُ |
هَيْهات بَرْقُكَ خُلَّبُ عَنْ مِثلِ مَا | خِلْنَا ، وغَيْمُكَ دُونَ ذاكَ جَهَامُ |
أَوَ لَمْ يُعَلِّمْك ابْنُ أَيُّوبِ النَّدَى | وَيُعِرْكَ مِنْهُ فَضْلَ ما يَعْتَامُ |
بَلْ كيْفَ تَقْدُرُ أَنْ تُحَوَّلَ شِيمَةً | ثَقُلَتْ قَوَاعِدُها فَليْسَ تُرَام |
مَا لِلجَزِيرَةِ حِيلَةٌ فِي مَذْهَبٍ | قَدْ أَفْنَتِ المَجْهُودَ فِيهِ الشَّامُ |
لا بُدَّ مِنْ كَلِمٍ يَسِيرُ ، ورُبَّمَا | جَازَي الفَعَالَ نما جَناهُ كَلامُ |
إِلاَّ يَكُنْ هَجْوٌ يَعُرُّ فإِنَّهُ | سَيَكُونُ عَتْبٌ مُعْنِفٌ ومَلاَم |
وَصِحَابُكَ الكُتَّابُ لَمْ يَكُ عِنْدَهُمْ | نَقْضٌ بِصاَلِحَةٍ وَلا إِبْرَامُ |
لا قُدِّسَتْ تِلكَ الدّوِيُّ ولا زَكَتْ | يَوْمَ التَّغابُنِ الأَقْلامُ |
كعُوَيْمِلِ الصَّدَقاتِ مُزْدَهِياً بِها | والكَلْبُ فيها سارِقٌ ظَلاَّمُ |
وأَضُنُّها حِلاًّ لَهُ مِنْ فاقَةِ الْـ | ـإِمْلاقِ إِذْ هِيَ لليَتِيمِ حَرامُ |
نَسِيَ الخُلاَلَةَ والصَّفَاءَ وَلَمْ تَطُلٍْ | بَيْنِي وبَيْنَ الْحائِنِ الأَيَّامُ |
وتَسَتُّرُ ابْنِ أَبِي الرَّبيعِ مَوَائِلاً | مِنا كأَنَّا خَلْفَهُ غُرَّامُ |
وَتَخَوُّفُ المَصَّاصِ أَن يَغَشى لنا | رِجْلاً ،فمادا يَرْهَبُ الحَجَّامُ |
ثَكِلَتْكُمُ أَمَّاتكمْ ،أَفَلاَ يَدٌ | تُرْعَى ، أَلا وَصْلٌ أَلاَ إِلْمَامُ ؟ |
أَيْنَ التَّقَيُّدُ أَنْ يُخَلَّ بِوَاجِبٍ | أَو أَنْ يُضاعَ مِنَ الصدِيقِ ذِمَامُ ؟ |
مَاذا عَلى إِسْحَاقَ أَنْ تَصْفُو لنا | مَعَكمْ مَوَدَّةُ عِشرَةٍ ومُدَامُ ؟ |
جَحَدَتْ نَصٍيبُونَ الإِخَاءِ وأَنْكَرَتْ | مِنْ حَقِّنَا مَا يَعْرِفُ الأَقْوَامُ |
فُقِدَ الْوَفَاءُ بِهَا ، وإِنِّي خائفٌ | في أَهْلِها أَنْ يُفْقَدَ الإِسْلامُ |