لعمري لئن أخلقت ثوب التغزل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَعَمْرِي لَئِنْ أَخلَقْتُ ثَوْبَ التَّغزُّلِ | وأَصْبَحْتُ عَنْ عَيْنِ الغَيُورِ بِمَعْزِلِ |
وأَعْرَضْتُ عَنْ رِيِّ الصَّبُوحِ تَبلُّداً | وأَقْصَرَ جَهْلِي مِنْ مَراحِ التَّبَطُّلِ |
فرُبَّ مَصُونَاتٍ بَكَرْنَ لِنُزْهَةٍ | فَوَافَيْنَ في غُمَّى بأَنْزَهِ مَنْزِلِ |
إِذا مَا تَنَازَعْنَ الحَديِثَ شَوَارِباً | مَزَحْنَ حُمَيَّاهَا بحُسْنِ التَّدلُّلِ |
غَنِيتُ وَجِيهاً عِنْدَهُنَّ مُمَتَّعاً | بِمَا شِئْتُ مِن لَهْوٍ ورَشْفِ مُقَبَّلِ |
أَوَانَ رِكَابِ الجهْلِ عِنْدَ تَطَرُّبِي | مُوَجَّهةٌ نَحْوَ الخِبَاءِ المُجلَّلِ |
إِلى ظِلِّ مَمْرُوجٍ بَرُودٍ مقِيلُهُ | طَلِيلِ السَّوَاري بالقِبَابِ مُعزَّلِ |
لَهُ نخَلاَتٌ بالفِنَاءِ تَشُوقُنَا | كَثِيراً إِلى فَيْءٍ كَثِيرِ التَّنَقُّلِ |
إِذا زَالَ زُلْنَا ناصِبِينَ كَمَنْزِلٍ | يُعَفِّيهِ سَافٍ مِنْ جَنُوبٍ وشَمْأَلِ |
نَصَرْتُ بِهِ دَهْرِي ، ولِلدَّهْرِ غِرَّةٌ | بِكُلِّ غَويٍّ بالمُدَامِ مُعذَّلِ |
إِذا سَارَتِ الصَّهْبَاءُ فِي أُمِّ رَأْسِهِ | يُؤَسِّفُ كَفًّا بَيْنَ دَنٍّ ومَنْزِلِ |
هَشِيمَةُ ذاتِ الحاجِبَيْنِ تُعِلَّنا | مُشَمِّرَةً سُقْيا لَهَا مِنْ مُعلِّلِ |
تَفُضُّ خِتامِ الرَّاحِ في ضَوْءِ بارِقٍ | يَلُوحُ حَفَافَيْ بارِقٍ مُتَهَلّلِ |
سَلامٌ ، وإِنْ قَلَّ السَّلاَمُ ، مُضَاعَفاً | عَلَى ذَاكَ مِنْ لَهْوٍ وشَكْلٍ مُشَكَّلِ |
سَأَنْدُبُ مَا أَبْلَيْتُهُ مِنْ شَبِيبَتي | وَأُعْوِلُ مِنْ شَيْبي إِلى كُلِ مُعْوِلِ |
عَلَيْنا بِحمْدِ اللهِ للهِ نِعْمَةٌ | تَرُوحُ وتَغْدُو مِنْ يَدِ المُتَوَكِّلِ |
إِذا نَحْنُ جَدَّدْنا لَهُ الشُّكْرَ جُدِّدتْ | لَهُ نِعَمٌ أُخْرى بِبَذْلٍ مُعَجَّلِ |
وَإِنْ نَحْنُ عُدْنا عَاوَدتْنا سَمَاؤُهُ | بأَحْمدَ مَنْ جَدْواهُ أَوَّلَ أَوَّلِ |
فأَقْسِمُ مَا يَنْفَكُّ بالفَضْلِ عَائِداً | عَلَيْنا ، ولا نَنْفَكُّ من فَضْلِ مُفْضِلِ |
جَوادُ بنِي العبَّاسِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ | وزَيْنُ بَنِي العبَّاس ِفِي كُلِّ محْفِلِ |
لهُ عِنْدَ تَجْديدِ السُّؤَالِ طَلاَقَةٌ | مُحَقَّقَةٌ بالغَيْبِ ظَنَّ المْؤَمِّلِ |
كَأَنَّ وَمِيض التَّاجِ فَوْقَ جَبِينِهِ | عَلَى قَمَرٍ بالشِّعرَيَيْنِ مُكَلَّلِ |
أَمَاطَ حِمَى الإِسْلاَمِ مِنْ كُلّ شُبْهَةٍ | وقَامَ بِعَدْلٍ واضِحٍ غَيْرِ مُشْكِلِ |