أقم علها أن ترجع القول أو علي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقِمْ عَلّها أنْ تُرْجعَ القَوْلَ، أوْ عَلَيّ | أُخَلِّفُ فيها بَعضَ ما بي منَ الخَبَلِ |
هيَ الدّارُ، إلاّ ما تَخَوّنَهُ البِلَى، | وَعَفّى لَجَاجُ الرّيحِ والرّائِحِ الوَبْلِ |
فإنْ لَمْ تَقِفْ مِنْ أجلِ نَفسِكَ ساعةً، | فقِفْها، على تلكَ المَعَالِمِ، مِنْ أجلي |
وإنْ شِئتَ، فاعذُلني، فإنّ صَبَابَتي، | إذا نَفِدَتْ بالدّمعِ عادَتْ على العَذلِ |
رَمَيتُ العيونَ النُّجلَ أمسِ، فلم أُصِبْ، | وأقصَدَني الرّامُونَ بالأَعيُنِ النُّجلِ |
فَما قَدْرُ ما أُبقي، إذا كان مَوْضِعي | من الحبّ أنْ أُبْلَى عَلَيهِ، ولا أُبْلي |
وَلَوْ كنتُ من قَبلِ الهَوَى لم أقُمْ لَهُ، | فكيفَ انْتَصَافي والهَوى كان من قَبلي |
عَذيرِيَ مِنْ دَاءٍ قَديمٍ تَغَوّلَتْ | غَوَائِلُهُ، في الدّهْرِ، ألْفَ فتًى مثلي |
أماتَ على عَفَرَاءَ عُرْوَةَ من هَوًى، | وَبَدّدَ نَفساً مِنْ جَميلٍ على جُمْلِ |
رأى بَعضُهُمْ بَعضاً على الحبّ إِِسْوَةً، | فَماتوا وَمَوْتُ الحبّ ضرْبٌ من القَتلِ |
وَلَيْسَ لِساني للّئيمِ، ولا يَدي، | وَلاَ نَاقَتي عندَ البَخيلِ، وَلا رَحلي |
أمُبْلِغَتي أيْدي الرّوَاسِمِ جَعْفَراً، | فأُحمَدَ في قَوْلٍ، وَيُحْمَدَ في فِعْلِ |
وأعهَدَ كَفّاً غَيرَ مَعقُودَةِ النّدى، | وعِقْدَ وَدادٍ ثَمّ لَيسَ بمُنْحَلّ |
وَمَا كُلُّ مَنْ يُدعَى كَرِيماً لَدَيهِمِ | بِندٍّ لَهُ في المَكرُماتِ، ولا مِثْلِ |
وَتِلْكَ سَحَابَاتٌ مَرَرْنَ، وَقَد تَرَى | تَفَاوُتَ ما بَينَ الرَّذاذِ إلى الهَطْلِ |
فإنْ تَنْفَرِدْ عَنّا قُشَيرٌ بِمَجْدِهِ، | فلَمْ تَنْفَرِدْ عَنّا بِنَائِلِهِ الجَزْلِ |
وَكُنّا نَرَى بَعضَ النّدَى بعدَ بَعضِهِ، | فلَمّا انتَجَعناهُ دُفِعْنا إلى الكُلّ |
وَجَدْناه في ظِلّ السّماحةِ مُشرِقاً | بوَجْهٍ، أرَانَا الشّمسَ في ذلك الظلّ |
عُلاً حُزْتَهَا بالجُودِ والبَذْلِ للُّهَى، | نأيْتَ بها عَنْ هِمّةِ الحاسِدِ الوَغْلِ |
تَبيتُ على شُغْلٍ، وَلَيسَ بضائِرٍ | لمَجْدِكَ يَوْماً، أنْ تَبيتَ على شُغْلِ |
كَمَا لَمْ يَنَلْ إبْلِيسُ آدَمَ، إذْ سَعَى، | وَلَمْ يَمحُ، من نُورِ النّبيّ، أبو جَهْلِ |
وَكَمْ لَكَ منْ وَسْميّ عُرْفٍ تعَرّفَتْ | لَهُ سِمَةٌ زَهْرَاءُ في طالِبٍ غُفْلِ |
وَمِنْ نِعْمَةٍ في مَعشَرٍ، لوْ دَفَعْتَها | على جَبَلٍ لانهَدّ مِنْ فادحِ الثّقْلِ |
شكَرْتُكَ شكرِي لامرِىءٍ جادَ ساحتي | بأنْوَائِهِ، طُرّاً، وَلَمّا أقُلْ جُدْ لي |