جمعت أمور الدين بعد تزيل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جُمِعَتْ أُمُورُ الدّينِ بَعدَ تَزَيُّلِ، | بالقَائِمِ، المُسْتَخلِفِ، المُتَوَكّلِ |
بِمُوَفَّقٍ للصّالحَاتِ، مُيَسَّرٍ، | وَمُحَبَّبٍ، في الصّالحينَ، مُؤمَّلِ |
مَلِكٌ، إذا أمضَى عَزِِيمَةَ أمْرِهِ، | لمْ يَثنِ عَزْمَتَهُ اعترَاضُ العُذّلِ |
بَكَرَتْ جِيادُكَ، والفَوَارِسُ فُوْقَها، | بالمَشْرَفِيّةِ والوَشِيجِ الذُّبَّلِ |
غُراٌّ، مُحَجَّلَةٌ، تُحَاوِلُ وَقْعَةً | بِالرُّوم، في يَوْمٍ أغَرّ مُحَجَّلِ |
وأظُنُّ أنّكَ لا تَرُدّ وُجُوهَهَا، | حَتّى تُنيخَ على الخَليجِ بِكَلْكَلِ |
دامَتْ لَكَ الأعْيَادُ مَسْرُوراً بهَا | في العِزّ مِنْكَ، وَفي البَقَاءِ الأطْوَلِ |
وَجُزِيتَ أعْلَى رُتْبَةٍ مَأمُولَةٍ، | في جَنّةِ الفِرْدَوْسِ، غَيرَ مُعَجَّلِ |
فَالبِرّ أجْمَعُ في ابْتِهَالِكَ دَاعِياً | للمُسْلِمِينَ، وَنُسكِكَ المُتَقَبَّلِ |
عَرّفْتَنَا سُنَنَ النّبيّ وَهَدْيَهُ، | وَقَضَيْتَ فِينَا بالكِتَابِ المُنْزَلِ |
حَقّاً وَرِثْتَ عَنِ النّبيّ، وإنّمَا | وَرِثَ الهُدى مُستَخلَفٌ عن مُرسَلِ |
عَاذَتْ بحَقْوَيْكَ الخِلاَفَةُ، إنّهَا | قِسَمٌ لأَفْضَلِ هَاشِمٍ، فَالأفْضَلِ |
وَتَمَنّعَتْ في ظِلّ عِزّكَ، فاغتَدتْ | في خَيرِ مَنْزِلَةٍ، وأحسَنِ مَعقِلِ |
فَاغمُرْ جَوَانِبَهَا بِجَدٍّ صَاعِدٍ، | وَالبَسْ بَشَاشَتَها بِحَظٍّ مُقبِلِ |
لوْ كُنتُ أحسِدُ أو أُنَافِسُ مَعشَراً | لَحَسَدْتُ، أوْ نافَستُ أهلَ المَوْصِلِ |
غَشّى الرّبيعُ دِيَارَهُمْ، وغَشِيتَهَا، | وَكِلاَكُما ذُو بَارقٍ مُتَهَلِّلِ |
فأضَاءَ مِنْهَا كُلُّ فَجٍّ مُظْلِمٍ، | داجٍ، وأخصَبَ كلُّ وَادٍ مُمحِلِ |
فَمَتَى تُخَيّمُ بِالشّآمِ، فَيَكْتَسي | بَلَدي نَبَاتاً مِنْ نَداكَ المُسْبِلِ |
سَفَرٌ جَلَوْتَ بهِ العُيُونَ، فأبْصَرَتْ، | وَفَرَجْتَ ضِيقَةَ كلّ قَلبٍ مُقْفَلِ |
في كلّ يَوْمٍ أنتَ نَازِلُ مَنزِلٍ، | جُدُدٍ مَعَالمُهُ، وتَارِكُ مَنزِلِ |
وإذا أرَدْتَ جَعَلتَ يَوْمَ إقَامَةٍ | يَقِفُ السّرُورُ بهِ، وَيَوْمَ تَرَحُّلِ |