ليلي بذي الأثل عناني تطاوله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَيْلي بِذي الأثْلِ عَنّاني تَطاوُلُهُ، | أرَى بِهِ، مُقْبِلاً، قِرْناً أُنازِلُهُ |
وَقدْ أبِيتُ وفي باعِ الدّجى قِصَرٌ | بِزَائِرٍ قَرُبَتْ أُنْساً مَخَائِلُهُ |
إذْ لا وَسيلةَ للْوَاشي يَمُتُّ بِها | مَعَ الصّبا، وَهْوَ غَضّاتٌ وَسائِلُهُ |
أوَاخِرُ العَيْشِ أخْبَارٌ مُكَرَّرَةٌ، | وَأقْرَبُ العَيْشِ مِنْ لهْوٍ أوَائلُهُ |
يجْري الشبابُ، إذا مَا تَمّ تَكْمِلَةً، | وَللشّيْءُ يَنْفَدُ نُقْصَاناً تكامُلُهُ |
وَيَعْقُبُ المْرءَ بُرْءاً منْ صَبابَتِهِ، | تَجَرُّمُ العَامِ يَأتي، ثمّ فابِلُهُ |
إنْ فَرّ مِنْ عَنَتِ الأيّامِ حازِمُها، | فَالحَزْمُ فَرُّكُ مِمّنْ لا تُقاتِلُهُ |
فإنْ أرَابَ صَديقي في الوَداد، فكَمْ | أمْسَيْتُ أحْذَرُ ما أصْبَحْتُ آمُلُهُ |
يَكْفِيكَ مِن عُدّةٍ للدّهْرِ تجْعَلُها | ذُخْراً سَماحُ أبي بَكْرٍ وَنائِلُهُ |
يبِيتُ منْ بيْنِهِمْ، وَهْوَ المَحوزُ له، | عَالي الفَعَالِ، ولِلْحُسّادِ سافِلُهُ |
قدْ أفرَدوهُ بمَا يخْتارُ مِنْ حَسَنٍ، | فَما لَهُ فِيهِمُ نِدٍ يُساجِلُهُ |
إِنْ نَحْنُ جِئْنَاهُ لَمْ تَكْسُدْ بِضَاعَتُنَا | وَلَم يَحُلْ دُونَ مَا جِئْنَا نُحَاولُهُ |
مَتى تأمّلْتَهُ فالعُرْفُ من يَدِهِ، | إلى العُفاةِ، قَوِيمُ النّهْجِ، سابِلُهُ |
مُحَمَّلاً كُلَّ يَوْمٍ مِنْ نَوَائِبِهِمْ | ثِقْلاً، يُزَاوِلُ مِنْهُ ما يُزَاوِلُهُ |
لمْ نَعْدُ بَغْدَادَ لوْلا حظّنا معَهُ، | وَلمْ نُرِدْ وَاسِطاً لَوْلا نَوَافِلُهُ |
يَعْرَى من المالِ إفْضَالاً، وَنُلبِسُهُ | وَشْياً منَ المدْحِ لم تُخلِقْ مَباذلُهُ |
نُرِيهِ كيْفَ نَسِيمُ الشّكْرِ مُحْتَضَراً | أكْنافهُ، وَيُرِينا كيْف نَأمُلُهُ |
دَعِ الّذي فاتَتِ العَلْيَاءَ بسْطَتُهُ، | يموتُ غَيْظاً، وَنَلْ ما أنْتَ نائِلُهُ |
تَعلُو بِبَيْتِكَ مَرْوَ الشَّاهِجَانِ ، وَقَدْ | يُزَادُ فَضْلاً بِفَضْلِ الْبَيْتِ آهِلُهُ |
مَا أَحْسَنَ الغَيْثَ إِلاَّ مَا حَكَاكَ بهِ | تَهْتَانُهُ ، واقْتَفَاهُ مِنْكَ وابِلُهُ |
وَلَيْسَ للْبَدْرِ إلاّ ما حُبِيتَ بهِ، | أن يَسْتَنِيرَ، وَأنْ تَعلُو مَنَازِلُهُ |