بعينيك إعوالي وطول شهيقي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بعَيْنَيْكِ إعْوَالي وَطُولُ شَهيقي، | وَإخفاقُ عَيني مِنْ كرًى وَخُفُوقي |
على أنّ تَهْوِيماً، إذا عارَضَ اطّبَى | سُرَى طارِقٍ في غَيرِ وَقتِ طُرُوقِ |
سَرَى جائباً للخَرْقِ يَخشَى، وَلم يكنْ | مَلِياً بإسْرَاءٍ، وَجَوْبِ خُرُوقِ |
فَباتَ يُعاطيني، على رِقبَةِ العِدَى، | وَيَمْزُجُ رِيقاً مِنْ جَنَاهُ برِيقي |
وَبِتُّ أهَابُ المِسْكَ مِنْهُ، وأتّقي | رُداعَ عَبيرٍ صَائِكٍ، وَخُلُوقِ |
أرَى كذبَ الأحلامِ صِدقاً، وَكم صَغتْ | إلى خَبَرٍ أُذنَايَ، غَيرِ صَدُوقِ |
وَما كانَ مِنْ حَقٍّ وَبُطْلٍ، فَقدْ شَفى | حَرارَةَ مَتْبُولٍ، وَخَبْلَ مَشُوقِ |
سَلا نُوَبَ الأيّامِ مَا بَالُها أبَتْ | تَعَمُّدَ، إلاّ جَفْوَتي وَعُقُوقي |
مُزِيلَةُ شِعْبَيّ وَشِعْبَ أصَادِقي، | ودَاخِلَةٌ بَيْني وَبَيْنَ شَقيقي |
أرَانَا عُنَاةً في يَدِ الدّهْرِ نَشْتَكي، | تَأكُّدَ عَقْدٍ مِنْ عُرَاهُ وَثيقِ |
وَليسَ طَليقُ اليَوْمِ مَنْ رَجَعَتْ له | صُرُوفُ اللّيالي، في غَدٍ، بطَليقِ |
تَفَاوَتَتِ الأَقسَامُ فِينَا، فَأفْرَطَتْ | بظَمْآنَ بَادٍ لُوحُهُ، وَغَرِيقِ |
وَكنتَ، إذا ما الحادثاتُ أصَبنَني | بهائِضَةٍ صُمّ العِظَامِ دَقُوقِ |
شَمَختُ، فلَمْ أُبْدِ اختِتاءً لشامتٍ، | وَلمْ أبتَعِثْ شكْوَى لغَيرِ شَفيقِ |
أرَى كلّ مُؤذٍ عاجزاً عَنْ أذِيتي، | إذا هُوَ لمْ يُنْصَرْ عَليّ بمُوقِ |
وَلَوْلا غُلُوُّ الجَهْلِ مَا عُدّ هَيْناً | تَكَبُّدُ سُخطي، وَاصْطِلاءُ حرِيقي |
تَشُفُّ أقَاصِي الأمْرِ في بَدَآتِهِ | لعَيْني، وسِترُ الغَيبِ غَيرُ رَقيقِ |
وَما زِلتُ أخشَى مُذْ تَبَدَّى ابنُ يَلبَخٍ | عَلى سَعَةٍ مِنْ أنْ تُدالَ بضِيقِ |
وَما كانَ مَالي غَيرَ حُسوَةِ طَائِرٍ، | أُضِيفَ إلى بحرٍ بِمِصْرَ عَمِيقِ |
لَئِنْ فَاتَ وَفْرِي في اللّثَامِ فلم أُطقْ | تَلافِيَهُ، مُستَرْجعَاً بِلُحُوقِ |
فَلَستُ ألومُ النّفسَ في فَوْتِ بُغيَةٍ، | إذا لمْ يكُنْ عَصْري لهَا بِخَليقِ |
أَما كانَ بَذْلُ العَدْلِ أيْسَرَ وَاجبي | على المُتَعَدّي، أوْ أقَلَّ حُقُوقي |
إذا ما طَلَبْنا خُطّةَ النِّصْفِ رَدّها | علَينا ابنُ خُبْثٍ فاحِشٍ، وَفَسوقِ |
وَعَاهِرَةٍ أدّتْ إلى شَدِّ عَاهِرٍ | مُشَابِهَ كَلْبٍ في الكِلابِ عَريقِ |
لَيلبَخَ أو طُولونَ يُعزَى، فقد حوَتْ | على اثْنَينِ زَوْجٍ مِنْهُما، وَعَشيقِ |
فَأيُّهُما أدّاهُ، فَهْوَ مُؤخَّرٌ | إلى ضَعَةٍ مِنْ شَخْصِهِ، وَلُصُوقِ |
فَقُلْ لأبي إسْحَاقَ، إمّا عَلِقْتَهُ، | وَأينَ بِنَاءٍ، في العِراقِ، سَحيقِ |
لَقَدْ جَلّ مَا بَيْني وَبَيْنَك، أنّنَا | عَلى سَنَنٍ مِنْ حَرْبهِ، وَطَريقِ |
وَإنّ أحْقّ النّاسِ مِنّي بِخِلّةٍ، | عَدُوُّ عَدُوّي، أوْ صَديقُ صَديقي |