لأخي الحب عبرة ما تجف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لأخي الحُبّ عَبرَةٌ ما تَجِفُّ، | وَغَرَامٌ يُدْوِي الحَشَا وَيَشُفُّ |
وَطَليحٍ مِنَ الوَداعِ تُعَنّيـ | ـهِ نَوَى غُرْبَةٍ وَوَجْنَاءُ حَرْفُ |
وأنَاةٍ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِوَى البَيْـ | ـنِ، وإلاّ بَينٌ، فصَدٌّ، وَصَدْفُ |
أُعطيَتْ بَسطَةً على النّاسِ، حتّى | هيَ صِنْفٌ والنّاسُ في الحسنِ صِنفُ |
إعْتِدَالٌ يُميلُ منه انْخِنَاثٌ، | وَيُثَنٍّ فيهِ الفَخَامَةَ لُطْفُ |
نِعْمَةُ الغُصْنِ، إنْ تَأوّدَ عِطْفٌ | منه، عَنْ هَزّةٍ، تَمَاسَكَ عِطْفُ |
مُسكِرِي، إنْ سُقيتُ منهُ بعَيني، | أُرْجَوَانٌ مِنْ خَمرِ خَدّيهِ صِرْفُ |
أِي وَسَعيِ الحَجِيجِ حين سَعَوا شِعْثاً | ،وصَفِّ الحَجِيجِ ساعةَ صَفُّوا |
لَنْ يَنَالَ المَشيبُ حُظْوَةَ وِدٍّ | حيثُ يَسجو لحظٌ وَيَحوَرُّ طَرْفُ |
وَغَرِيبٌ في الحبّ مَنْ لم يُصَاحِبْ | وَرَقاً من جَنَى الشّبَابِ يَرِفُّ |
ناكَرَتْهُ الحَسنَاءُ أبْيَضَ بَضّاً، | وَهَوَاهَا، لوْ كَانَ، أسوَدُ وَحْفُ |
يَهضِمُ الشَّيبَ أوْ يُرِي النّقصَ فيه | أسَفٌ يَتْبَعُ الشّبابَ، وَلَهْفُ |
ثَقُلَتْ وَطْأةُ الزّمانِ على جَا | نِبِ وَفْرِي، وأقسَمَتْ لا تَخِفّ |
وإذا رَاقَتِ المَطالبُ حُسْناً، | فَسِوَايَ الدّاني إلَيْهَا المُسِفّ |
وإزَائِي مَطَالِبٌ، لَوْ تُؤَاتِـ | ينيَ نَفْسٌ عَن مثْلِهِنّ تَعِفّ |
وَمَتى ارْتَدْتَ أينَ تَجعَلُ رِقّاً، | فَلْيَنَلْ رِقَّكَ الأشَفُّ الأشَفّ |
لِبَني مَخْلَدٍ، عَلَى كلّ حيٍٍّ، | أثَرٌ مِنْ عَطَائِهِمْ لَيسَ يَعْفُو |
مَجدُهمْ فَوْقَ مَجدِ مَنْ يَتَعَاطَى | مَجدَهُمْ، والسّماءُ للأرْضِ سَقْفُ |
دِيَمٌ مِنْ سَحَابِ جُودٍ إذا اسْـ | ـتُغْرغَ خِلفٌ منها تَدَفّقَ خِلفُ |
أعِيَالٌ لَهُمْ بَنُو الأرْضِ أمْ مَا | لَهُمْ رَاتبٌ، على النّاسِ، وَقْفُ |
مُتَنَاسُونَ للذُّنوبِ إذا اسْتُسْـ | ـرِفَ تفرِيطُ مَنْ يَزِلُّ وَيَهْفُو |
إنّمَا فُوّضَ التّخَيّرُ في الحُكْـ | ـمِ إلَيْهِمْ ليَصْفَحوا، أوْ ليَعفُوا |
كَمْ سَرِيٍّ تَقَيّلَ السّرْوَ عَنهُمْ، | واشتِبَاهُ الأخلاقِ عَدوَى وَإلْفُ |
كأبي الفَضْلِ حينَ يَتّسعُ الإفْـ | ـضَالُ فيه في الطّالبينَ، وَيَضْفُو |
سَبِطٌ مِثْلُ عَامِلِ الرّمْحِ طالَ الـ | ـقَوْمَ لَمّا التَفّوا عَلَيْهِ وَحَفُّوا |
لأَبٍ مُنْجِبٍ تَجَاذَبُهُ العُتْـ | ـقُ، وفي السّائِمَاتِ عِيرٌ وَطِرْفُ |
رَغْبَةٌ للعُيُونِ إمّا تَبَدّى، | طابَ عَرْفٌ منه وأُجزِلَ عُرْفُ |
شِيمَةٌ حُرّةٌ، وَظاهِرُ بِشْرٍ، | رَاحَ مِنْ خَلْفِهِ السّماحُ يَشِفّ |
وأشَقُّ الأفِعَالِ أنْ تَهَبَ الأنْـ | ـفُسُ ما أُغْلِقَتْ عَلَيْهِ الأكُفّ |
يَا أبَا الفَضْلِ حَمّلَتْكَ المَعالي | عِبئَها ،والبَخِيلُ مِنْهُ مُخِفّ |
جَمَعَتْنَا، عَلَى طَوِيّةِ وِدٍّ، | رَحِمٌ بَيْنَنَا تَحِنُّ، وَحِلْفُ |
شَهِدَ الخَرْجُ إذْ تَوَلّيْتَهُ أنّكَ | في جَمْعِهِ الأمِينُ الأعَفّ |
حَيْثُ لا عِنْدَ مُجْتَبًى منه إلطا | طٌ، وَلاَ في سِيَاقِ جابِيهِ عَنفُ |
سَيِّرةُ القَصْدَ، لا الخُشُونةُ عُنفٌ | يَتَعَدّى المَدَى، وَلاَ اللّينُ ضُعفُ |
وَعَلَى حَالَتَيْكَ يَسْتَصْلِحُ الناسَْ | إباءٌ من جانبَيْكَ، وَعَطْفُ |
لَنْ يُوَلّى تلْكَ الطَسَاسيجَ، إلاّ | خَلَفٌ منكَ، آخرَ الدّهْرِ، خَلْفُ |
إنْ تَشَكّتْ رَعِيّةٌ سُوءَ قَبْضٍ | بكَ أوْ أعقَبَ الوِلاَيَةَ صَرْفُ |
فَقَديماً تَداوَلَ العُسْرُ واليُسْـ | ـرُ، وَكلُّ قذًى على الرّيحِ يَطفُو |
يَفْسُدُ الأمْرُ ثمّ يَصْلُحُ مِنْ قُرْ | بٍ، وَللمَاءِ كُدْرَةٌ، ثمّ يَصْفُو |
ما مَشَى في هَنيءِ طَوْلِكَ تَطْوِيـ | ـلٌ، وَلا دَبَّ في عُداتكَ خُلْفُ |
غَيرَ أُكْرُومَةٍ سَبَقْتَ إلَيْهَا | صَحّ ْ نِصْفٌ فيها، وأخْدَجَ نِصْفُ |
ألِوَهْمٍ، أمْ كُلُّ إلْفَينِ، ما لمْ | يُؤخَذا، عندَ مُبتَدا الوَعدِ، إلفُ |
وَفتى النّاسِ مَنْ إذا قالَ أوْفَى | فِعْلَهُ، وَهْوَ للذي قالَ ضِعْفُ |