سقى ربعها سح السحاب وهاطله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَقَى رَبْعَها سَحُّ السّحابِ وَهَاطِلُهْ، | وإنْ لمْ يُخَبِّرْ آنِفاً مَنْ يُسَائِلُهْ |
وَلاَ زَالَ مَغْنَاهَا بمُنْعَرَجِ اللّوَى، | مُرَوَّضَةً أجْزَاعُهُ، وجَراولُُهْ |
فَكَمْ عُنّيَ الوَاشي هُنَاكَ وَبُيّتَ الـ | ـعَذُولُ بِلَيْلٍ، سَرْمَدٍ مُتَطَاوِلُهْ |
وَلَيْسَ المُحبُّ مَنْ تَنَاهَتْ وُشاتُهُ، | وأقصَرَ لاحُوهُ، وَنَامَتْ عَوَاذِلُهْ |
أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظّنُونَ، وإنّمَا | أُخَاتِلُ في وَجْدي بهَا مَنْ أُخَاتِلُهْ |
وَقَدْ زَعَمَتْ أنّي تَعَمّدتُ هَجرَها، | وَلَمْ تَدرِ ما خَطبُ الهَوَى، وَبَلابِلُهْ |
وإنّي لأقْلي بَعْضَ مَنْ لا يُرِيبُهُ | صُدودي، وأهوَى بعضَ من لا أَوَاصِلُهْ |
أبَرْقٌ تَجَلّى أمْ بَدا ابنُ مُدَبِّرٍ | بغُرّةِ مَسؤُولٍ، رأى البِشرَ سائِلُهْ |
فَما قَطَعتْ بالمُستَميحِ ظُنُونُهُ، فيُكدي، ولا خابتْ لدَيهِ وسائلُهْ | |
يُخَاتِلُنَا عَنْ مَدحِنَا مُتَطَوِّلٌ، | إذا ما أرَدْنا نَيْلَهُ لا نُخَاتِلُهْ |
ألَطّتْ بهِ الحُمّى ثَلاثاً، وَوَدّها | لَوَ أنّ وَشيكَ البُرْءِ أُمهِلَ عاجِلُهْ |
تُعَاوِدُهُ تَوْقاً إلَيهِ، وَلَمْ يَزَلْ | يَتُوقُ إلَيْهِ الإلْفُ، حينَ يُزَايِلُهْ |
وَكَانت حَرًى ألاّ تَعُودَ لوِ اغتَدَتْ | معَ الجَيشِ يَوْمَ الهِندُوَانِ، تُقاتِلُهْ |
فتًى لمْ يُنَكّبُهُ الشّبَابُ عن الحِجَى، | وَلَمْ يَنْسَ عَهدَ اللّهوِ، والشّيبُ شاملُهْ |
إذا بَعَثَتْهُ الأرْيَحِيّةُ أضْعَفَتْ | أياديه، أوْ جَاءَتْ تُؤاماً فَوَاضِلُهْ |
إذا سؤدَدٌ دانَى لَهُ مَدَّ هَمَّهُ | إلى سُؤدَدٍ نائي المَحَلّ، يُزَاوِلُهْ |
تَوَقَّعُ أنْ يَحْتَلّها دَرَجُ العُلَى، | كما انتَظَرَتْ أوْبَ الهِلالِ مَنَازِلُهْ |
وَصَلْتُ بكَفّي كَفّهُ، فَمَدَدْتُها | إلى مَطلَبٍ، أيْقَنْتُ أنّيَ نائِلُهْ |
وأبْثَثْتُهُ شأني، وَجَنّبْتُ مُعْرِضاً، | ليَفعَلَ صَوْبُ المُزْنِ ما هوَ فاعِلُهْ |
وألقَيْتُ أمْرِي في مُهِمّ أُمُورِهِ، | ليَحمِلَ رَضْوَى ما تَغَمّدَ كاهِلُهْ |
وَقَدْ حَكّمُوهُ وَهوَ في كلّ مُشكلٍ | سَرِيعُ القَضَاءِ، مُرتَضَى الحكمِ،فاصِلُهْ |
فلَمْ يَبْقَ إلاّ نَهْضَةٌ يَسْتَخِفُّهَا | تحَرّيهِ، إذْ عَاقَ الزّهيدَ تَثَاقُلُهْ |
وَكَمْ غِرّةٍ للمَجْدِ بادَرَ فَوْتَهَا، | وَعَائِرِ حَمْدٍ أعْلَقَتْهُ حَبَائِلُهْ |
وإنّ ارْتِقَابي ضَيْعَتي مِنْ جَنابِهِ، | كَمَا ارْتَقَبَ السّارِي الصّباحَ يُقابِلُهْ |