لا تجزين أبا عبيدة صالحا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا تَجْزِيَنْ أبَا عُبَيدَةَ صَالحاً | عَنْ طُولِ وَقفَتِنَا بقِنَّسْرِينا |
جزْنَا، وَما كانَ الجَوَازُ هوًى لَنا | تََعِبينَ مِنْ نَصَبِ السُّرَى، لَغِبِينَا |
حَسَرَتْ من السّفَرِ البَعيدِ رِكابُنا، | فشَبعنَ من أَلَمِ الْوَجى وَرَوِينَا |
وَسرَتْ كِلابُكَ بالنُّباحِ، كأنّمَا | يَطلُبْنَ ثَاراً قَدْ تَقَدّمَ فِينا |
مُتَبَعِّثَاتٌ بالنُّباحِ وَرَاءَنَا، | حتّى طرَحْنا زَادَنا، فَرَضِينَا |
بِتْنَا بِبَاشيَّا مِنَ اجْلِكَ لَيْلَةً | بَليَ المَطيُّ بِبُؤسِها، وَبَلِينَا |
أطْعَمْتَنا الزَّقّومَ حِين أبَتَّنَا | في خانِها وَسَقَيْتَنا الغِسْلِينَا |
لَوْلاكَ كانَ على الكَفيرِ مَمَرُّنَا، | والْيَثْرِبِيَّةِ، أوْ عَلى تَرْحِينَا |
لا أعْلَمَنّكَ تَسْتَزِيرُ عِصَابَةً | مِنْ بَعْدِنا شَامِينَ، أوْ جَزَرِينَا |
قد كنتَ تهوَى أن نزُورَكََ حِقبةً | كَلَفاً بنا، فَذَهَبتَ لَمّا جِينَا |
لَوّلا نَصِيبي مِنْ إخائِكَ أنّهُ | عِلْقٌ غَدَوْتُ بهِ الغَداةَ ضَنينَا |
لتَمَكّنَتْ مِنّا وَمِنْكَ قَطيعَةٌ، | نَغْذُو بَنِيك، بدَرّها، وَبَنِينَا |