مرت على عزمها ولم تقف
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مَرّتْ على عَزْمِها، وَلمْ تَقِفِ، | مُبْدِيَةً للشَّنَانِ وَالشَّنَفِ |
أيهات ما وجهها بملتفٍ | َفاسْلُ وما عطفها بُمْنعطِفِ |
أبَا عَليٍّ أعْزِزْ عَليّ بِمَا | أتَتْهُ ذاتُ الرِّعاثِ، وَالنُّطَفِ |
ما للغَوَاني فَوَارِكاً شُمُساً، | وَأنْتَ بَرٌّ بالغانِيَاتِ حَفي |
وَما نَكِرْنَ الغَداةَ مِنْ غُصُنٍ، | يَحسُنُ في الإنْثِنَاءِ وَالقَصَفِ |
َأحلى وأشْهَى، مِنْ مَعْبَدٍ نَغَماً، | وَابنِ سُرَيْجٍ، وَنَازِلِ النّجَفِ |
وَقَد تَقُولُ الأبْياتَ تُصْبي بها الـ | ـغادَةَ خَلْفَ الأبْوَابِ، وَالسُّجُفِ |
وَقد تؤدّي عنكَ الرّسالةَ في الحبّ | فَتَأتيكَ دُرّةُ الصّدَفِ |
قَاتَلَهَا الله كَيْفَ ضَيّعَتِ الـ | ـعَهْدَ، وَجاءَتْ باللّيّ وَالخُلُفِ |
رَكَنْتَ فيها إلى الهَدايا، وَلَمْ | تَحْذَرْ عَلَيْهَا جَرَائِرَ التُّحَفِ |
وَقَد رَأتْ وَجْهَ مَنْ تُرَاسِلُهُ، | فانحَرَفَتْ عَنكَ شرّ مُنحَرفِ |
قَد كانَ حَقّاً عَليكَ أن تَعرِفَ الـ | ـمكنُونَ من سرّ صَدرِها الكَلِفِ |
بما تَعاطَيتَ في الغُيوبِ، وَمَا | أُوتيتَ من حكمَةٍ، وَمن لُطُفِ |
أَلسْتَ بالسِّندِ هِنْدِ ذَا بَصَرٍ | إِلاَّ تَفُقْ حاسِبيهِ تنَتَصِفِ |
وَقد بحَثتَ العُلومَ أجمَعَ وَاستَظْـ | ـهَرْتَ حِفْظاً مَقَالَةَ السّلَفِ |
ما اقتَصّ وَاليسُ في الفَضَاءِ وَجابا | نُ، وَما سَيّرَا مِنَ النُّتَفِ |
وَما حَكَاهُ ذُرُوثِيُوسُ وَبَطْلِمـ | ـيوسُ من وَاضحٍ لكُمُ وَخَفي |
فكَيفَ أخطأتَ، أَي أخَيّ، وَلمْ | تَرْكًنْ إلى ما سَطَرْتَ في الصُّحُفِ |
وَكَيفَ ما دَلّكَ القُرْآنُ عَلى | ما فيهِ مِنْ ذاهبٍ، وَمُؤتَنَفِ |
هَلاّ زَجَرْتَ الطّيرَ العَلِىَ، أوْ | تعيَِّفْتَ المَهَا أوْ نَظَرْتَ في الكَتِفِ |
حَمَلْتَها، وَالفِرَاقُ مُحتَشِدٌ | لرَاكِبٍ مِنكُمَا، وَمُرْتَدِفِ |
وَرُحتُما، وَالنّحوسُ تُنبِىءُ عنْ | حَالٍ، مِنَ الرّائحينَ، مُختَلِفِ |
أمَا أرَتْكَ النّجُومُ أنّكُمَا | في حَالَتَيْ ثَابِتٍ، وَمُنصَرِفِ |
وَما رَأيتَ المِرّيخَ قَدْ جاسَدَ الـ | ـزُّهْرَةَ في الحَدّ مِنْهُ، وَالشّرَفِ |
تُخْبِرُ عن ذاكَ أنّ زَائِرَةً | تَشْفي مَزُوراً مِنْ لاعجِ الدَّنَفِ |
مِن أينَ أغفَلتَ ذا، وَأنتَ على التّقـ | ـوِيمِ وَالزِّيجِ، جِدُّ مُعْتَكِفِ |
رُذِلْتَ في هذِهِ الصّناعَةِ، أمْ | أكدَيتَ، أمْ رُمتَها معَ الخَرَفِ |
لمْ تَخطُ بابَ الدّهليزِ مُنصَرِفاً، | إلاّ وَخَلْخالُها مَعَ الشُّنُفِ |
فأينَ حَلْفُ الفَتى، وَذِمّتُهُ، | وَأينَ قَوْلُ العَجوزِ لا تَخَفِ |
ما أخْوَنَ النّاسَ للعُهُودِ، وَمَا | أشَدّ إقْدامَهُمْ عَلى الحَلَفِ |
لَمْ تُصِبِ الرّأيَ، في أزَارَتِهَا، | مَنْ لا يُجازِي بالوِدّ، وَاللَّطَفِ |
يا ضَيعَةَ العِلْمِ، كَيفَ يُرْزَقُهُ | ذو الخَرْقِ فيكُمْ وَالعُجبِ وَالصَّلَفِ |
تَقُودُها ضِلّةٌ إلى مَلِكٍ، | يَرُوقُها بالقَوَامِ، وَالهَيَفِ |
تَصْبُوا إلى مِثْلِهِ، إذا نَظَرَتْ | منكَ إلى جِيفَةٍ مِنَ الجِيَفِ |
يُسُوءُني أنْ تُسَاءَ فيها، وَأنْ | تُفجَعَ منها بالرّوْضَةِ الأُنُفِ |
قدْ خبَّروُها قِيامَ شَيْخِكَ في الحمّـ | ـامِ، فاستَعبَرَتْ مِنَ الأسَفِ |
وأَعْلَموها بأَنَّ كُنْيتَهُ | أَبو قُماشِ الحُشُوشِ والكُنُفِ |
وحَدُّثُوها بالدَّسْتَبانِ وَبالصِّنّ | وَكَادَتْ تُشْفي عَلى التّلَفِ |
وَقَد تَبَيّنْتُ ذاكَ في الكَمَدِ البَا | دي عَلَيها وَالوَاكِفِ الذّرِفِ |
وَزُهْدِها في الدّنُوّ منكَ، فَمَا | تُعْطيكَ إلاّ بالتّعْسِ وَالعُنُفِ |
أنتَ كمَا قَد عَلِمتَ مُضْطرِبُ الهيـ | ـئةِ وَالقَدّ، ظاهرُ الجَلَفِ |
والسِّنُّ قَدْ بَيّنَتْ فَنَاءَكَ في | شِدقٍ، على ماضِغيَكَ، مُنخَسِفِ |
وَجْهٌ لَعِينُ القِسمَينِ، يَقطَعُهُ | أنفٌ طَوِيلٌ، مُحَدَّدُ الطّرَفِ |
وَرُتّةٌ تَحْتَ غُنّةٍ قَذَرَتْ، | مِنْ هالِكِ الرّاءِ،دَامِرِ الألِفِ |
كأنّ في فيهِ لُقْمَةً عَقَلَتْ | لسَانَهُ، فالتَوَى عَلى جََنَفِ |
تَنَاصَرَ النَّوْكُ وَالرّكَاكَةُ في | مُخَبَّلِ الإنْحِنَاءِ، وَالحَنَفِ |
وَأعرَضَتْ ظُلْمَةُ الخِضَابِ عَلى | عُثْنُونِ تَيْسٍ، باللّؤمِ مُنعَقِفِ |
مُحَرِّكٌ رَأسَهُ، تَوَهَّمُهُ | قَدْ قَامَ مِنْ عَطسَةٍ على شَرَفِ |
سَمَاجَةٌ في العُيُونِ، فاحِشَةٌ، | خَلَفتَ، في قُبْحِها، أبَا خَلَفِ |
تَرُومُ وَصْلَ المَهَا وَأنتَ كَذا؟ | هَذا لَعَمْرِي ضرْبٌ منَ السَّرَفِ |