ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ماذا على طيفِ الأحبة ِ لو سرى | وعليهم لو سامحوني بالكرى |
جنحوا إلى قول الوُشاة ِ فأعرضوا | واللهُ يعلم أَنَّ ذلك مُفترى |
يامُعرضاً عني بغير جناية ٍ | إلاَّ لما رقشَ الحسودُ وزوَّرا |
هبني أَسأتُ كما تقوَّلَ وافترى | وأتيتُ في حبّيك أمراً منكرا |
ما بعد بُعدك والصدودِ عقوبة ٌ | يا هاجري قد آن لي أنْ تغفرا |
لاتجمعنَّ عليَّ عَتْبكَ والنوى | حسبُ المحب عقوبة ً أن يهجرا |
عبءُ الصدود أخفُّ من عبء النوى | لو كان لي في الحب أن أَتخيَّرا |
لو عاقبوني في الهوى بسوى النوى | لرجوتُهم وطمعتُ أن أَتصبَّرا |
فسقى دمشقَ ووادِيَيها والحمى | متواصلُ الإرعادِ منفصمُ العرى |
حتى ترى وجهَ الرياضِ بعارضٍ | أحوى وفودَ الدوح أزهرَ نيِّرا |
وأعاد أياماً مضَين حميدة ً | ما بين حرَّة ِ عالقين وعشترا |
تلك المنازلُ لا أعقَّة ُ عالجٍ | ورمالُ كاظمة ٍ ولا وادي القرى |
أرضٌ إِذا مرَّتْ بها ريحُ الصَّبا | حملتْ على الأغصان مسكاً أَذْفرا |
فارقتُها لا عن رضى ً وهجرتُها | لا عن قلى ً ورحلتُ لا متخيِّرا |
أسعى لرزقٍ في البلاد مفرّقٍ | ومن البليَّة أنْ يكون مقتَّرا |
ولقد قطعتُ الأرضَ طوراً سالكاً | نجداً وآونة ً أجدُّ مُغَوّرا |
وأصونُ وجهَ مدائحي متقنّعاً | وأكفُّ ذيلَ مطامعي متستّرا |
كم ليلة ٍ كالبحرِ جبتُ ظلامها | عن واضح الصبح المنير فأسفرا |
في فتية ٍ مثل النجوم تسنَّموا | في البيد أمثالَ الأهلة ِ ضمَّرا |
باتوا على شُعَب الرحال جوانحاً | والنومُ يفتل في الغوارب والذُّرى |
مترنّحين من النُّعاس كأنهم | شربوا بكاساتِ الوجيف المسكرا |
قالوا وقد خاط النُّعاسُ جفونَهم | أين المُناخُ فقلتُ جدوا في السرى |
لا تسأموا الإدلاجَ حتى تُدركوا | بيضَ الأيادي والجنابَ الأخضرا |
في ظلَ ميمونَ النَّقيبة َ طاهر الـ | أعراق منصور اللواءِ مظفَّرا |
العادلِ الملك الذي أسماؤه | في كلّ ناحية ٍ تشرِّف مِنبرا |
وبكلّ أَرضٍ جنة ٌ من عدله الـ | ـضافي أَسالَ نَداه فيها كَوثرا |
عدلٌ يبيتُ الذئبُ منه على الطوى | غرثانَ وهو يرى الغزالَ الأعفرا |
ما في أبي بكر لمعتقد الهدى | شكٌّ يريبُ بأنه خيرُ الورى |
سيفٌ صقالُ المجدِ أخلصَ متنهُ | وأبان طيبُ الأصلِ منه الجوهرا |
ما مدحُه بالمستعار له ولا | آياتُ سؤدده حديثٌ يفترى |
بينَ الملوكِ الغابرينَ وبينه | في الفضلِ ما بين الثريا والثرى |
لا تسمعنَّ حديثَ ملكٍ غيره | يروى فكلُّ الصيدِ في جوفِ الفرا |
نسختْ خلائقُه الكريمة ُ ما أَتى | في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا |
كم حادثٍ خفَّت حلومُ ذوي النُّهى | في الرَّوع وادَ رزانة ً وتوقُّرا |
ثَبت الجنان تُراعُ من وثَباته | يوم الوغى وثباته أسدُ الشرى |
يقظٌ يكادُ يقولُ عمَّا في غدٍ | ببديهة ٍ أغنتهُ أن يتفكّرا |
حلمٌ تخفُّ له الجبالُ وراءَه | عزمٌ ورأيٌ يحقرُ الإسكندرا |
يعفو عن الذَّنب العظيم تكرُّماً | ويصدُّ عن قول الخنا متكبّرا |
أينال حاسده علاه بسعيهِ | هيهاتَ لو ركب البُراقَ لقصَّرا |
وله البنونَ بكل أرضٍ منهم | ملكٌ يقودُ إلى الأعادي عسكرا |
من كلّ وضّاحِ الجبين تخالهُ | بدراً فإن شهد الوغى فغضنفرا |
يعشو إلى نار الوغى شغَفاً بها | |
متقدِّمٌ حتى إِذا النقعُ انجلى | بالبيض عن سبي الحريم تأخَّرا |
قومٌ زكوا أًلاً وطابوا مخبراً | وتدَّفقوا جوداً وراعوا منظرا |
وتعافُ خيلُهمُ الورودَ بمنهلٍ | ما لم يكن بدم الوقائع أحمرا |
حادثٍ خفَّتْ حلوم ذوي النُّهى | خوفاً وجأشُك فيه أربط من حِرا |
يا أيها الملك الذي ما فضا | ثله وسؤدده ومحتده مرا |
أنت الذي افتخر الزمان بجوده | ووجوده وكفاه ذلك مَفخرا |
أللهُ خصَّك بالممالك واجتبى | لمَّا رآك لها الصلاح الأكبرا |
أشكو إِليك نوى ً تمادى عمرُها | حتى حسبتُ اليومَ منها أشهُرا |
لا عيشتي تصفو ولارسم الهوى | يعفو ولا جفني يصافحُه الكَرى |
أضحي عن الأحوى المريع محلأً | وأبيتُ عن وِرْدِ النمير منفَّرا |
ومن العجائب أَنْ تفيَّأ ظلَّكم | كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا |
ولقد سئمت من القريض ونظمه | ما حيلتي ببضاعة ٍ لا تُشترى |
كسدتْ فلما قمتُ ممتدحاً بها | ملك الملوك غدوت أربح متجرا |
فلأشكرنَّ حوادثاً قذفت بآ | مالي إليك وحقٌّها أن تشكرا |
لازلت ممدود البقا حتى ترى | عيسى بعيسى في الورى مستنصرا |