إن الحكيم له مقال سائر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إِن الحكيمَ لهُ مَقَالٌ سائرٌ | يَلتَذُّهُ ما قَالَ أُذْنُ السَّامِعِ |
لا حُكمَ إِلا مِنْ تُقًى وتَوَاضُعٍ | أَوْ لا فإِنَّ الحُكْم َليسَ بنافعِ |
وكَذا الحُكُومةُ من أَثمَّةِ هاشِمٍ | مِنْ لَدْنُ أَولهمْ إِلى ذَا التَّاسعِ |
فَعَلى امْريء جَمَعَ القُرَانَ وفَسرهُ | من عِلْمِهِ صَافِي الدَّخيلةِ جامعِ |
وَسما إلي الأَمرِ الجَليلِ بِنَفسِهِ | وبفَضْلِ معْرِفَةٍ وعِلمٍ بارعِ |
أَلَّ يَجوزَ لَدَيهِ حُكْمٌ عادِلٌ | إِلاَّ بِعدْلِ شَهادةٍ من قاطِعِ |
وبِشاهِدٍ يتلُوهُ عَدلٌ مِثلهُ | في كُلِّ أَمرٍ مُسْتَنِير ساطعِ |
أَو لا فَقَدْ جارت حُكُومةُ حُكْمِهِ، | وكَذاكَ فِعْلُ الخاطِىءِ المُتَتَابِعِ |
أَفَجِئتني برَّا ،وترجِعُ مُغْضَباً | من قَولِ عبدٍ أو غُلامٍ تابعِ؟ |
أَفلا كَتبْتَ بِبَعْضِ ما أَنكرْتَهُ | وفعلْتَ فِعْلَ المْنصِفِ المُتَوَاضِع؟ |
قَبْلَ اعْتقَادِكَ لِلْقَطِيعةِ جائراً | تَشْكُو أَخاك لَدَى الطَّريق الشَّارعِ |
بالظَّنِّ تَحْتِمُهُ عَليْنَا ظالِماً، | والظَّنُّ ليسَ عَلَى اليَقينِ بواقِعِ |
فَلأَهْتِفنَّ غداً بحُكمِكَ في الْوَرَى | أَو تَستَجيرَ بكُل ِّخِلٍّ شَاسِعِ |
وأَنا امْرُؤٌ أَبتاعُ وُدَّ ذَوي النُّهى | بجَميعِ ما أَحوي ولَستُ بِبائِعِ |
وإِذا هَفا خِلِّي بِغَيْر تَعَمُّدٍ | أَغْضَيْتُ غيرَ مُبَايِنٍ ومُمَانِعِ |
وكَذَاك ما لأَدَعُ العِتابَ مُخَفِّفاً | ولِذَاكَ ما أَوْليتَ لَيس بِنافِعِ |