فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فُؤَادٌ مَلاهُ الحُزنُ حتَّى تَصدَّعا | وعَينانِ قال الشَّوقُ جُودَا معاً مَعَا |
لِمن طَللٌ جرَّتْ به الريحُ `ذَيْلهاَ | وحنَّتْ عِشارُ المُزنِ فيهِ فأَمرعا |
لِليْلاكَ إِذ ليْلى تُعِلُّكَ رِيقها | وتَسقيكَ من فيها الرَّحيقَ المُشَعشعا |
كأن بهِ التُّفَّاح غَضَّا جنيْتهُ | ونشْرَ الخُزامَى في الصبَّاح تَضَوَّعا |
وهَيجَ شوقِي سَاق حُرٍّ أَجابَهُ | هديلٌ علَى غُضْنٍ مِنْ الْباَنِ أفْرَغَا |
يُقلِّبُ عَيْنَيْهِ ويوحِي بطَرْفِهِ | إِلى بلحْنٍ يَتْركُ القَلبَ موجعَا |
إِذا ما الغَضا يوْماً ترَنَّمَ فرْعُهُ | وجَنَّتْ له الأَرواحُ غَنَّى فأّسمعا |
طوتْنِي بَنَاتُ الدَّهر من كُلٍّ جَانِبٍ | وللدَّهر وَقعٌ يترُكُ الرَّأَسَ بلْقَعا |
وَقَد كُنتُ وقَّاد الشَّعيلَةِ شارِخاً | أَحدَّ مِن العَضْبِ الحُسام وأَقْطَعا |
فأَصْبَحْتُ كالرَّيْحانِ أَذْبلهُ الظَّما | وودَّعْتُ رَيعانَ الشَّبابِ فودَّعا |
خَليليَّ هُبَّا طَالَ ما قَدْهَجَعتُمَا | إِلي مُصعبٍ يمطُو الجَزِيلَ تَبوٌُّعَا |
يمورُ كَمَورِ الرَّيح في عَصفاتِها | أَو الماءِ وافَي مهْبطاً فَتَدفَّعا |
هِجانٍ كَلَونٍ القُبْطريَّة ِلَونُهُ | إِذا نَطَق العُصفُورُظَل مُروَّعَا |
يُلاعبُ أَثناءَالزِّمَامِ كأَنَّهُ | على الأَرضِ أَيمٌ خَافَ شيئاً فأَسْرعا |
أَيا ابنَ أُنوفِ العُزَّ من الِ هاشِمٍ | وأَكرمِهمْ في الخَيرِ والشَّرِّ موْقَعَا |
ومَنْ قَدْ حَوى مجْداً طرِيفا وتالِداً | وسامي نُجومَ الأَفقِ حينَ ترَفَّعا |
ويَومٍ مِنَ الْهَيجَاء ِزَادَ سَعيرُها | تَساقَي بهِ أَبطالُها السُّمَّ مَنْقعا |
شهِدتَ عَلَى عَبْلٍ الجُزَازَةِ سَابِحٍ | كَساهُ دُقَاقُ التَّربِ جُلاًّ وبُرقُعَا |
كَأَن لهُ في أَيطَليْهِ كِلَيهِما | جَنَاحَينِ خفَّاقَينِ لمْ يَتَصوَّعا |