لابس من شبيبة أم ناض
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لابِسٌ مِنْ شَبِيبَةٍ أمْ نَاضِ، | وَمُلِيحٌ مِنْ شَيْبَةٍ أمْ رَاضِ |
وإذا ما امتَعَضْتِ مِنْ وَلَعِ الشّيْـ | ـبِ برَأسِي لمْ يثنُ منه امتِعَاضِي |
لَيسَ يَرْضَى عَنِ الزّمانِ مُرَوٍّ | فيهِ، إلاّ عَنْ غَفلَةٍ أوْ تَغَاضِ |
والبَوَاقِي على اللّيالي، وَإنْ خَا | لَفْنَ شَيْئاً، فُمُشْبِهَاتُ المَوَاضِي |
ناكَرَتْ لِمّتي، وَناكَرْتُ مِنها | سوءِ الأخلافِ وَالأعْوَاضِ |
شَعَرَاتٌ أقُصُّهُنّ وَيَرْجِعْـ | ـنَ رُجُوعَ السّهامِ في الأغْرَاضِ |
وأبَتْ تَرْكيَ الغَدِيّاتِ وَالآ | صَالَ، حتّى خَضَبتُ بالمِقْراضِ |
غَيرُ نَفْعٍ إلاّ التّعَلّلُ مِنْ شَخْـ | ـصِ عَدُوٍّ لَمْ يَعْدُهُ إبْغَاضِي |
وَرُوَاءُ المَشيبِ كالبحصِ في عَيْـ | ـني فقُلْ فيهِ في العيُونِ المِرَاضِ |
طِبْتُ نَفْساً عَنِ الشّبابِ وَمَا سُوّ | دَ مِنْ صِبْغِ بُرْدِهِ الفَضْفَاضِ |
فَهَلِ الحادِثَاتُ، يا ابنَ عُوَيفٍ، | تارِكَاتي وَلُبْسَ هذا البَيَاضِ |
يَكثْرُ الحَظُّ في أُنَاسٍ وإنْ قَلّ | التّأسّي بكَيْسِهِمْ، والتّرَاضِي |
ما قَضَى الله للجَهُولِ بِسِتْرٍ، | يَتَلاَفاهُ، مِثلِ حَتْفٍ قاضِ |
أفرَطَتْ لَوْثَةُ ابنِ أيّوبَ والشّا | ئعُ مِنْ أفْنِ رأيِهِ المُسْتَفَاضِ |
جامحٌ في العنَانِ لا يَسمَعُ الزّجْـ | ـرَ، ولا يَنثَني إلى الرُّوّاضِ |
زاعِمٌ أنّ طَيْفَ بِدْعَةٍ قَدْ أنْـ | ـدبَ بالنّهسِ جِلدَهُ، والعَضَاضِ |
أخَيَالاَتُ خُرّدٍ، أمْ خَيَالا | تُ سِبَاعٍ وَحشيّةٍ في غِيَاضِ |
حَرَضٌ هالِكُ الرَّوَّيةِ مغرُو | رٌ بِهَلْكي من جمعِهِ أَحْرَاضِ |
أجْلَبُوا تَحتَ غابَةٍ من قَنَا الخَطّ | وَزَغْفٍ مِنَ الحَديدِ مُفَاضِ |
مُدّةً ثمّ أقْشَعُوا لانْخُرِاقٍ | فاحشٍ من جموعهم وانفِضاضِ |
بَعدَ مَا استَغْرَقُوا النّهَايَةَ في النّزْ | عِ وأفنَوْا مَذخورَ ما في الوِفَاضِ |
غَلَبَتْهُمْ آرَاءُ أغْلَبَ، فَيّا | ضِ العَشِيّاتِ، من بني الفَيّاضِ |
سَدّ تَدبيرُهُ الفَضَاءَ عَلَيِهِمْ، | بَعدَ شَغبٍ من دَرْئِهِمْ واعتِرَاضِ |
إنْ تَعَاطَوْا تلكَ المَكَايدَ ضاعوا | في مَسَافَاتِهَا الطّوَالِ، العِرَاضِ |
ليسَ من عُصْبَةٍ، إذا استأنَفُوا السّعْـ | ـيَ سَعَوْا في تَسَافُلٍ، وانخِفَاضِ |
أوْ تَوَخّوا صِيَانَةً كَانَتِ الأمْـ | وَالُ أوْلَى بِهَا مِنَ الأعْرَاضِ |
ما بَرِحْنَا نَرْجُو عُلُوّ عَليٍّ، | لاجْتِبَارِ المُطَلَّحِ المُنْهاضِ |
وأيَادٍ مُبْيَضّةٍ، والأيَادي | فَضْلُها أنْ تَكونَ ذاتَ ابيِضَاضِ |
وَدُيُونٍ مَضْمُونَةٍ مِنْ عِداتٍ، | كَضَمَانِ الأعدادِ مَلْءَ الحِيَاضِ |
فالتّهَنّي بِهِنّ قَبْلَ التّعزي | راهنٌ والقَضَاءُ قَبْلَ التّقاضي |
بِأبي أنْتَ، أنْتَ أوّلُ مَنْ حَوّ | لَني عنْ تَحَشّمي، وانْقِبَاضِي |
ما النّدَى في سِوَاكَ غَيْرُ حَديثٍ | من أُناسٍ بادُوا، وَفِعْلٍ ماضِ |
قد تَلاَفَى القَرِيضَ جودُكَ فارْتُثّ | لَقى، مُشْفياً على الإنْقِرَاضِ |
نِعَمٌ أبْدَتِ المَصُونَ المُغَطّى | منهُ، تحتَ الخُفُوتِ والإغْماضِ |
كالغَوادي أظْهَرْنَ كُلَّ جَنيٍّ، | مُسْتَسِرٍّ في زَاهرَاتِ الرّيَاضِ |