يا أبا نهشل وداع مقيم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا أبَا نَهْشَلٍ وَداعَ مُقيمٍ، | ظاعِنٍ بَينَ لَوْعَةٍ، وَرَسِيسِ |
لا أُطيقُ السّلُوّ عَنْكَ وَلَوْ أنّ | فُؤادي مِنْ صَخْرَةٍ مَرْمَرِيسِ |
فَقْدُكَ المُرُّ، يا بنَ عمّيَ، أبْكَا | نيَ، لا فَقْدُ زَيْنَبٍ وَلَمِيسِ |
لَيسَ حُزْني على العِرَاقِ وَما يُلْـ | ـبِسُها الدّهْرُ مِنْ نَعيمٍ وَبُوسِ |
مَا تُرَابُ العِرَاقِ بالعَنْبَرِ الوَرْ | دِ، وَلا ماءُ دِجْلَةَ بمَسُوسِ |
غَيرَ أنّي مُخْلِّفٌ مِنْكَ، في آ | خِرِ بَغدادَ، فَضْلَ عِلقٍ نَفيسِ |
فَسَلامٌ عَلى جَنَابِكَ، وَالمَنْـ | ـهَلِ فيهِ، وَرَبْعِكَ المَأنُوسِ |
حَيْثُ فِعْلُ الأيّامِ لَيسَ بمَذمو | مٍ، وَوَجْهُ الزّمانِ غَيرُ عَبُوسِ |
وَلَئِنْ كُنْتَ رَاحِلاً لَبِوِدٍّ | وَثَنَاءٍ وَقْفٍ عَلَيْكَ، حَبيسِ |
لَسْتُ أنْسَى شَمَائِلاً مِنكَ كالنُّـ | ـوّارِ حُسْناً، لمْ تَجتَمعْ لرَئِيسِ |
سَتَرُوحُ الأحْشاءُ مِنّي، وَتَغدو | في جَديدٍ مِنَ الأسَى، وَلبيسِ |
إنّ يَوْمَ الخَميسِ يُفقِدُني وَجْـ | ـهَكَ قَسراً، لا كانَ يوْمُ الخَميسِ |