جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا | وَالْمَرْءُ قَدْ يَعْرِفُ قَصْدَ الطَّرِيقْ |
حَلَّتْ رِكَابُ الْبَغْيِ مِن وَائِلٍ | في رهطِ جساسٍ ثقالِ الوسوقْ |
يا أيها الجاني على قومهِ | ما لمْ يكنْ كانَ لهُ بالخليقْ |
جناية ً لمْ يدرِ ما كنهها | جَانٍ وَلَمْ يُضحِ لَهَا بِالْمُطِيقْ |
كَقَاذف يَوْماً بأَجْرَامِهِ | في هوة ٍ ليسَ لها منْ طريقْ |
منْ شاءَ ولى النفسَ في مهمة ٍ | ضنكٍ وَ لكنْ منْ لهُ بالمضيقْ |
إن ركوبَ البحرِ ما لمْ يكنْ | ذا مصدرٍ منْ تهلكاتِ الغريقْ |
لَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَعْدُ فِي بَغْيِهِ | عداية تخريقُ ريحٍ خريقْ |
كَمَنْ تَعَدَّى بَغْيُهُ قَوْمَهُ | طَارَ إِلَى رَبِّ اللِّوَاءِ الخَفُوقْ |
إلى رئيسِ الناسِ وَ المرتجى | لَعُقْدَة ِ الشَّدِّ وَرَتْقِ الْفُتُوقْ |
منْ عرفتْ يومَ خزازى لهُ | عُلَيا مَعَدٍّ عِنْدَ جَبْذِ الْوُثُوقْ |
إذْ أقبلتْ حميرُ في جمعها | وَمَذْحِجٌ كَالْعَارِضِ الْمُسْتَحِيقْ |
وَ جمعُ همدانَ لهم لجبة ٌ | وَ راية ٌ تهوي هويَّ الأنوفْ |
فقلدَ الأمرَ بنو هاجرٍ | مِنْهُمْ رَئِيساً كَالْحُسَامِ الْعَتِيقْ |
مضطلعاً بالأمرِ يسمولهُ | في يومِ لاَ يستاغُ حلقٌ بريقْ |
ذَاكَ وَقَدْ عَنَّ لَهُمْ عَارِضٌ | كجنحِ ليلٍ في سماء البروقْ |
تَلْمَعُ لَمْعَ الطَّيْرِ رَايَاتُهُ | عَلَى أَوَاذِي لُجِّ بَحْرٍ عَمِيقْ |
فاحتلَّ أوزارهمُ إزرهُ | برأيِ محمودٍ عليهمْ شفيقْ |
وَقَدْ عَلَتْهُمْ هَفْوَة ً هَبْوَة ٌ | ذاتُ هياجٍ كلهيبِ الحريقْ |
فانفرجتْ عنْ وجههِ مسفراً | مُنْبَلِجاً مِثْلِ انْبِلاَجِ الشُّرُوقْ |
فذاكَ لاَ يوفي بهِ مثلهُ | وَلَسْتَ تَلْقي مِثْله في فريق |
قُلْ لِبَنِي ذُهْلٍ يَرُدُّونَهْ | أوْ يصبروا للصيلمِ الخنفقيقْ |
فَقَدْ تَرَوَّيْتُمْ وَمَا ذُقْتُمْ | تَوْبيلَهُ فَاعْتَرِفُوا بالْمَذُوقْ |
أبلغْ بني شيبانَ عنا فقدْ | أَضْرَمْتُمُ نِيْرَانَ حَرْبٍ عَقُوقْ |
لا يرقأ الدهرَ لها عاتكٌ | إلاَّ عَلَى أَنْفَاسِ نَجْلاَ تَفُوقْ |
ستحملُ الراكبَ منها على | سيساءِ حدبيرٍ منَ الشرنوقْ |
أيُّ امريءٍ ضرجتمُ ثوبهُ | بِعَاتِكٍ مِنْ دَمِهِ كَالْخَلُوقْ |
سَيِّدُ سَادَاتٍ إذَا ضَمَّهُمْ | مُعْظَمُ أَمْرٍ يَوْمَ بُؤْسٍ وَضِيقْ |
لَمْ يَكُ كَالسَّيِّدِ فِي قَوْمِهِ | بلْ ملكٌ دينَ لهُ بالحقوقْ |
تنفرجُ الظلماءُ عنْ وجههِ | كَاللَّيْلِ وَلَّى عَنْ صَدِيحٍ أَنِيقْ |
إنْ نحنُ لمْ نثأرْ بهِ فاشحذوا | شِفَارَكُمْ مِنَّا لَحِزِّ الْحُلُوقْ |
ذبحاً كذبحِ الشاة ِ لا تتقي | ذابحها إلاَّ بشخبِ العروقْ |
أَصْبَحَ مَا بَيْنَ بَنِي وَائِلٍ | مُنْقطِعَ الحَبْلِ بَعِيدَ الصَّدِيقْ |
غداً نساقي فاعلموا بيننا | أَرْمَاحَنا مِنْ عَاتكٍ كَالرَّحِيقْ |
منْ كلَّ مغوارِ الضحى بهمة ٍ | شَمَرْدَلٍ مِنْ فَوْقِ طِرْفٍ عَتِيقْ |
سَعَالِياً تحمل مِنْ تَغْلِبٍ | أَشْبَاهَ جِنٍّ كَلُيُوثِ الطَّرِيقْ |
ليسَ أخوكمْ تاركاً وترهُ | دُونَ تَقَضِّي وِتْرُهُ بِالمُفِيقْ |