لِاِبنَةِ حِطّانَ بنِ عَوفٍ مَنازِلٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِاِبنَةِ حِطّانَ بنِ عَوفٍ مَنازِلٌ | كَما رَقشَّ العُنوانَ في الرِقِّ كاتِبُ |
ظَلِلتُ بِها أُعرى وَأُشعَرث سُخنَةً | كَما اِعتادَ مَحموماً بِخَيبَرَ صالِبُ |
تَظَلُّ بِها رُبدُ النَعامِ كَأَنَّها | إِماءٌ تُزَجّى بِالعَشِيِّ حَواطِبُ |
خَليلايَ هَوجاءُ النَجاءِ شِمِلَّةٌ | وَذو شُطَبٍ لا يَجتَويهِ المُصاحِبُ |
وَقَد عِشتُ دَهراً وَالغُواةُ صَحابَتي | اُولائِكَ خُلصاني الَّذينَ أُصاحِبُ |
رَفيقاً لِمَن أَعيا وَقُلِّدَ حَبلَهُ | وَحاذَرَ جَرّاهُ الصَديقُ الأَقارِبُ |
فَأَدَّيتُ عَنّي ما اِستَعَرتَ مِنَ الصِبى | وَلِلمالِ عِندي اليَومَ راعٍ وَكاسِبُ |
لِكُلِّ أُناسٍ مِن مَعَدٍّ عِمارَةٌ | عَروضٌ إِلَيها يَلجَؤونَ وَجانِبُ |
لُكَيزٌ لَها البَحرانِ وَالسَيفُ كُلُّهُ | وَإِن يَأتِها بَأسٌ مِنَ الهِندِ كارِبُ |
تَطايَرَ عَن أَعجازِ حوشٍ كَأَنَّها | جَهامٌ أَراقَ ماءَهُ فَهوَ آئِبُ |
وَبَكرٌ لَها ظَهرٌ العِراقِ وَإِن تَشَأ | يَحُل دونَها مِنَ اليَمامَةِ حاجِبُ |
وَصارَت تَميمٌ بَينَ قُفٍّ وَرَملَةٍ | لَها مِن حِبالٍ مُنتَأَى وَمَذاهِبُ |
وَكَلبٌ لَها خَبتٌ فَرَملَةُ عالِجٍ | إِلى الحَرَّةِ الرَجلاءِ حَيثُ تُحارِبُ |
وَغَسّانُ حَيٌّ عِزُّهُم في سِواهُمُ | يُجالِدُ عَنهُم مِقنَبٌ وَكَتائِبُ |
وَبَهراءُ حَيٌّ قَد عَلِمنا مَكانَهُم | لَهُم شَرَكٌ حَولَ الرُصافَةِ لاحِبُ |
وَغارَت إِيادٌ في السَوادِ وَدونَها | بَرازيقُ عُجمٌ تَبتَغي مَن تُضارِبُ |
وَلَخمٌ مُلوكُ الناسِ يُجبى إِلَيهِمُ | إِذا قالَ مِنهُم قائِلٌ فَهوَ واجِبُ |
وَنَحنُ أُناسٌ لا حِجازَ بِأَرضِنا | مَعَ الغَيثِ ما نُلقى وَمَن هُوَ غالِبُ |
تَرى رائِداتِ الخَيلِ حَولَ بُيوتِنا | كَمِعزى الحِجازِ أَعجَزَتها الزَرائِبُ |
فَيُغبَقنَ أَحلاباً وَيُصبَحنَ مِثلَها | فَهُنَّ مِنَ التَعداءِ قُبٌّ شَوازِبُ |
فَوارِسُها مِن تَغلِبَ اِبنَةَ وائِلٍ | حُماةٌ كُماةٌ لَيسَ فيها أَشائِبُ |
هُمُ يَضرِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ | عَلى وَجهِهِ مِنَ الدِماءِ سَبائِبُ |
بِجَأواءَ يَنفي وِردُها سَرَعانَها | كَأَنَّ وَضيحَ البَيضِ فيها الكَواكِبُ |
وَإِن قَصُرَت أَسيافُنا كانَ وَصلُها | خَضانا إِلى القَومِ الَّذينَ نُضارِبُ |
فَلِلَهِ قَومٌ مِثلُ قَومي سوقَةٌ | إِذا اِجتَمَعَت عِندَ المُلوكِ العَصائِبُ |
أَرى كُلَّ قَومٍ يَنظُرونَ إِلَيهِمُ | وَتَقصُرُ عَمّا يَفعَلونَ الذَوائِبُ |
أَرى كُلَّ قَومٍ قارَبوا قَيدَ فَحلِهِم | وَنَحنُ خَلَعنا قَيدَهُ فَهوَ سارِبُ |