أَمِنْ دِمْنتينِ عرَّجَ الركبُ فيهما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَمِنْ دِمْنتينِ عرَّجَ الركبُ فيهما | بحقلِ الرُّخامى قد أَنى لِبلاهُما |
أقامتْ على ربعيْهما جارتا صَفاً | كُمَيْتا الأَعالي جَوْنَتا مُصْطَلاهُما |
و إرثِ رمادٍ كالحملمة ِ ماثلٍ | و نؤيينِ في مظلومتينِ كداهما |
أقاما لليلى والرَّبابِ وزالتا | بذاتِ السلامِ قد عفا طلالاهما |
ففاضتْ دموعي في الرداء كأنما | عزالى شعيبيْ مخلفٍ وكلاهما |
لياليَ ليلى لم يشبْ عذبُ مائها | بِمِلْحٍ وحَبْلانا متينٌ قُواهُما |
وَلُودَيْنِ للبيضِ الهِجانِ وحالِكٌ | من اللونِ غربيبٌ بهيمٌ علاهما |
و سربينِ كدريينِ قد رعتُ غدوة ً | على الماءِ مَعروفٌ إليَّ لُغاهُما |
إذا اجتهدا الترويحَ مَدّا عَجاجة ً | أَعاصيرَ مما يستثيرُ خُطاهُما |
إذا غادرا منهُ قطاتينِ ظلتا | أديمَ النهارِ تطلبانِ قطاهما |
و كنتُ إذا حاولتُ أمراً رميتهُ | لعينيَّ حتى تبلغا مُنْتهاهُما |
و إني عداني عنكمُ غيرَ ماقتٍ | نوارانِ مكتوبٌ عليَّ بغاهما |
و عنسٍ كألواحِ الإرانِ نسأتها | إذا قيلَ للمشبوبتين : هما هما |
تغالى برجليها إليكَ ابنَ مربعٍ | فيا نعمَ نعمَ المفتلي مفتلاهما |
إذا ما حصيرا زَوْرِها لم يعلّقا | لها الضفرَ إلاّ من أمامٍ رَحاهُما |
كستْ عضديها زورها وانتحتْ بها | ذِراعا لَجوجٍ عَوْهَجٍ مُلتقاهُما |
فباتت بِأُبلى ليلة ً ثُمَّ ليلة ً | بحاذة َ واجتابتْ نوى ً عن نواهما |
و راحتْ على الأفواهِ أفواهِ غيقة ٍ | نجاءً بفتلاوينِ ماضٍ سراهما |
أجدتْ هباباً عن هبابٍ وسامحتْ | قوى نسعتيها بعدَ طولِ أذاهما |
ولولا فتى الأنصارِ ما سلَّ سَمْعَها | ضُمَيْر ولا حَوْرانُهُ فَقُراهُما |
وإني لأرجو من يزيدَ بنِ مَرْبعٍ | حَذِيَّتَهُ من خيرتيْنِ اصطفاهُما |
حذيَّتَهُ من نائلٍ وكَرامة ٍ | سعى في بغاء المجدِ حتى احتواهما |