عدمت النغيل فما أدمره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عَدِمْتُ النّغِيلَ، فمَا أدْمَرَهْ، | وَأوْلى الصّديقَ بأنْ يَهْجُرَهْ |
إذا قُلْتَ قَدّمَهُ كِيسُهُ، | عَنَاهُ من النّقْصِ ما أخّرَهْ |
دَعَانَا إلى مجْلِسٍ فَاحِشٍ، | قَبِيحٌ بِذي اللُّبِّ أن يحْضُرَهْ |
فَجَاء نَبِيذٌ لَهُ حامِضٌ، | يَشُقُّ على الكبِدِ المُقْفِرَهْ |
إذا صُبّ مُسْوَدُّهُ في الزّجَا | جِ، فكأسُ النديمِ بهِ مَحبَرَهْ |
تَرَكْتَ مُشَمَّسَ قُطْرَبُّلٍ، | وَجَرّعْتَنَا دَقَلَ الدَّسْكَرَهْ |
وَمَا لي أطَعْتُكَ في شُرْبِهِ، | كأنْ لمْ أُخَبَّرْهُ، أوْ لمْ أرَهْ |
وَمَا لي شَرهْتُ إلى مثْله، | وَمَا كُنت أعْرفُني بالشّرَهْ |
وَما يَعْتَرِيني الّذي يَعْتَرِيـك | بحَقّ السّوَادِ منَ الأبْخِرَهْ |
فلأيا عَزَمْتُ على الإنْصِرَا | فِ، وقدْ أوْجبَ الوَقتُ أنْ نَحذَرَهْ |
فقُمْنَا على عَجَلٍ والنّجُو | مُ مُولِيَةٌ قَدْ هَوَتْ مُدْبِرَهْ |
وكانَ الجَوَازُ على عِلّةٍ، | فَكِدْنَا نُبَيَّتُ في المِقْطَرَهْ |
وَلمّا انْصَرَفْتُ أطَلّ الخُمَا | رُ بِحَدّ سَماديرِهِ المُسْهِرَهْ |
فَلا تَسْألَنّي عَنْ حَالَةٍ، | بُليتُ بِها، صَعْبَةٍ، مُنْكَرَهْ |
وَلَيْلَةِ سُوءٍ أُمِرّتْ عَليّ | كَلَيْلَةِ شَيْخِكَ في القَوْصَرَهْ |