خُدَعُ المُنى وَخَواطِرُ الأَوْهامِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خُدَعُ المُنى وَخَواطِرُ الأَوْهامِ | أَضْغاثُ كاذِبَة ٍ مِنَ الأَحْلامِ |
نَهْوَى البقاءَ وليسَ فيهِ طَائلٌ | وَالمَرْءُ نَهْبُ حَوادِثِ الأيَّامِ |
يَحْوي رَغائِبَ مالِهِ وَرّاثُهُ | مِنْ بَعْدِهِ وَيَبُوءُ بِالآثامِ |
وَالعَيْشُ أَوَّلُهُ عَقِيدُ مَشَقَّة ٍ | وَأَذى ، وَآخِرُهُ مَقِيلُ حِمامِ |
وَالعُمْرُ لَوْ جازَ المَدَى لَتَبَرَّمَ الـ | أَرواحُ مِنْهُ بِصُحْبَة ِ الأَجسامِ |
بَينا الفَتى قَلِقاً بِهِ نيّاتُهُ | أَلْقَى مَراسِيَهُ بِدَارِ مُقامِ |
وَهَوى كَزَيْدِ بنِ الحُسَينِ إلى الثَّرَى | غِبَّ الثَّراءِ مُحالِفَ الإعدامِ |
في مَعْوَزٍ سَمِلٍ مَشَى فيهِ البِلى | وَالقَبْرُ بِئْسَ مُعَرَّسُ الأَقوامِ |
نُضِدَتْ عليهِ بَنِيَّة ٌ مِنْ رَمْسِهِ | كالغِمْدِ مُشْتَمِلاً على الصَّمْصامِ |
وَأَصابَهُ رَيبُ المَنيَّة ِ إذْ رَمَى | طُويَتْ على شَلَلٍ يَمينُ الرَّامي |
لو قارَعَ النّاسُ المَنونَ لَرَدَّها | عَنهُ السُّيوفُ فَوالِقاً لِلْهامِ |
تَدْمى أَغِرَّتُها بِأَيْدي غِلْمَة ٍ | قُرَشِيَّة ٍ بيضِ الوُجوهِ كِرام |
يَطَؤُونَ أَذْيالَ الدروعِ بِمَأقِطٍ | حَرَجٍ يَفيءُ عليهِ ظِلُّ قَتامِ |
وَتُضيءُ في هَبَواتِهِ صَفَحاتُهُمْ | كَالفَجْرِ يَخْطِر في رِداءِ ظَلامِ |
وَالمالُ جَمٌّ، وَالحِمَى مُتَمَنِّعٌ | وَالمَجْدُ أَتْلَعُ، وَالعُروقُ نَوامِ |
رُمِيَتْ بِثالِثَة ِ الأَثافِي هاشِمٌ | فَبَكَتْ بِأَرْبَعَة ٍ عليهِ سِجامِ |
وَاِلعَبْدِ شَمْسٍ، وَالتَّجَلُّدُ خِيْمُها | عَيْنٌ مُؤَرَّقَة ٌ، وَجَفْنٌ دامِ |
وَهُمُ الأُسودُ الغُلْبُ حَولَ ضَرِيحِهِ | يَبْكُونَهُ بَنَواظِرِ الآرامُ |
فَتَضاءَلَتْ كُوَرُ الجِبالِ لِفَقْدِهِ | غُبْرَ الفِجاجِ خَواشِعَ الأَعْلامِ |
وَلِقُلَّتَيْ أَرْوَنْدَ رَنَّة ُ ثاكِل | حَرّانَ حِينَ ثَوى أَبو الأَيْتامِ |
فُجِعُوا بِتاجِ الدِّينِ حَتّى عَضَّهُمْ | زَمَنٌ أَلَحَّ بِشِرَّة ٍ وَعُرامِ |
لَمّا نَعَتْهُ المَكْرُماتُ إلى العُلا | لَبِسَ الحِدادَ شَريعَة ُ الإسْلامِ |
فَمَضَى وَقَدْ أَصْحَبْتُهُ سَيّارَة ً | كَالرَّوْضِ يَضْحَكُ مِنْ بُكاءِ غَمامِ |
غَرَّاءَ مِنْ كَلِمى إذا هِيَ سُطِّرَتْ | ظَهَرَتْ بِها النُّخَواتُ في الأقْلامِ |
لَيْسَتْ لِعارِفَة ٍ أُجازِيهِ بِها | لكنَّها لِوَشائِجِ الأَرْحامِ |
وَأَحَقُّ مُفْتَقَدٍ بِها ذُو سُؤْدَدٍ | آباؤُهُ مِنْ هاشِمٍ أَعْمامِي |
وَلَوِ اسْتَطَعْتُ كَفَفْتُ عَنْهُ يَدَ الرَّدى | بِشَباة ِ رُمْحٍ أَوْ غِرارِ حُسامِ |
وَبِفَتْيَة ٍ أَلِفُوا المِصاعَ كَأَنَّهُمْ | أُسْدٌ مِنَ الأَسَلاتِ في آجامِ |
وإذا دُعوا لِكَريهَة ٍ لَمْ يَنْظُروا الـ | إسْراجَ واقتَصَروا عَلى الإلجامِ |
فَهُمْ اللُّيوثُ غَداة ُ يُحُتَضَرُ الوَغَى | وَهَمْ الغُيوثُ عَشِيَّة َ الإطْعامِ |
وَقُدُورُهُمْ يَعِدُ القِرى إرزامُها | وَالرَّعْدُ ليسَ يَهُمُّ بِالإرْزامِ |
وَإذا اعْتَزَوْا أَرْوَى زِنادَهُمُ أَبٌ | مُرُّ الحَفِيظَة ِ للْحَقيقَة ِ حامِ |
فَالعَمُّ أَبْلَجُ مِنْ كِنانَة َ في الذُّرَا | وَالخالُ أَرْوَعُ مِنْ بَني هَمّامِ |
لَيْسُوا مِنَ النَّفَرِ الذّينَ أُصُولُهُمْ | خَبُثَتْ وَلَيْسَ لَهُنَّ فَرْعٌ نامِ |
رَفَعَتْهُمُ جِدَة ٌ وَجَدُّهُمُ لَقى ً | مِنْ لُؤْمِهِ، بِمَدارِجِ الأَقْدامِ |
لازالَ تُرضِعُهُ أَفاوِيقَ الحَيا | وَطْفاءُ يُنْتِجُها الصَّبَا لِتَمامِ |
فَتَلَفَّعَتْ بِحَبِيِّها قُلَلُ الرُّبا | وَتَلَثَّمَتْ مِنْ بَرْقِها بِضرامِ |