سَلِ الرَّكْبِ يا ذَوّادُ عَنْ آلِ جَسّاسِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَلِ الرَّكْبِ يا ذَوّادُ عَنْ آلِ جَسّاسِ | هَلِ ارْتَبَعوا بَعْدَ النُّقَيْبِ بِأَوْطاسِ |
فَإنّي أَرى النِّيرانَ تَهْفو فُروعُها | عَلى عَذَبِ الوادي بِمَيثْاءَ مِيعاسِ |
تَنَوَّرْ سَناهَا مِنْ بَعيدٍ ولا تُرَعْ | فليسَ على مَنْ آنَسَ النّارَ مِنْ باسِ |
وَمَنْ مُوقِديها غادَة ٌ دُونَها الظُّبا | تَلوحُ بِأَيْدي غِلْمَة ٍ غيرِ أَنْكاسِ |
وَكُلُّ رُدَيْنِيٍّ كَأَنَّ سِنانَهُ | يَعُطُّ رِداءَ اللَّيْلِ عَنْهُمْ بِنِبْراسِ |
مُهَفْهَفَة ٌ غَرْثَى الوِشاحَيْنِ ، دُونَها | تَحَرُّشُ عُذَّالٍ وَرَقْبَة ُ حُرَّاسِ |
يضيءُ لها وَجْهٌ يَرِقُّ أَديمُهُ | فَما ضَرها لَوْ رَقَّ لي قَلْبُها القاسي |
وفي المِرْطِ دِعْصٌ رَشِّهُ الطَّلُّ ، أُزِّرَتْ | بِهِ تَحْتَ غُصْنٍ ، فَوْقَهُ البَدْرُ ، مَيَّاسِ |
سَمَوْتُ لَها وَاللَّيْلُ حارَتْ نُجُومُهُ | على أُفُقٍ عارٍ ، بظِلِّ الدُّجَى كاسِ |
فَهَبَّتْ كما ارتاعَ الغَزالُ ، وَأَوْجَسَتْ | مِن ابْنِ أَبيها خِيفَة ً أيَّ إِيجاسِ |
تَشيرُ إِلى مُهِري حِذارَ صَهيلِهِ | وَتَسْتَكْتِمُ الأَرْضَ الخُطا خَشْيَة َ النَاسِ |
فَقلْتُ لَها لا تَفْرَقي، وَتَشَبَّثي | بِنَهّاسِ أَقْرانٍ وَمَنَّاعِ أَخْياسِ |
تَرُدُّ يَدَيهِ عَنْ وِشاحِكِ عِفَّة ٌ | وَعِرْضٌ صَقيلٌ لا يُزَنُّ بِأَدْناسِ |
وَطَوَّقْتُها يُمْنَى يَدَيَّ ، وَصارِمي | بِيُسْرايَ، فَارتاحَتْ قَليلاً لإينامي |
وَذُقْتُ ، عَفا عَنَّا الإِلَهُ وَعَنْكُمُ | جَنى رِيقَة ٍ تُلْهي أَخاكُمْ عَنِ الكاسِ |
فَلَمَّا اسْتَطارَ الفَجْرُ مالَ بِعِطْفِها | وَداعي، كما هَزَّ الصَّبا قُضُبَ الآسَ |
وَكَمْ عَبْرَة ٍ بَلَّتْ وِشاحاً وَمِحْمَلاً | بِها زَفْرَة ٌ أَدْمَتْ مَسالِكَ أَنفاسي |
وَلاحَتْ تَباشيرُ الصَّباحِ كَأَنَّها | سَنا المُقْتَدي بِاللهِ في آلِ عَبّاسِ |
حَمى بَيْضَة َ الإسلامَ فاسْتَحْكَمَتْ بِهِ | عُراهُ، وقد شُدَّتْ لَدَيْهِ بِأَمْراسِ |
يَلوذُ الرَّعايا آمِنينَ بِعِزِّهِ | لِياذَ عِتاقِ الطَّيْرِ بالجَبَلِ الرَّاسي |
وَيُلْحِفُهُمْ ظِلاًّ مِنَ العَدْلِ وارِفاً | وَيَرْعاهُمُ بِالنَّائِلِ الغَمْرِ َوالباس |
إِليكَ أميرَ المُؤْمِنينَ رَمَتْ بِنا | عُلاً تَنْتَهي أَعْراقُهُنَّ إلى الياسِ |
وَلَمّا استَقَلَّتْ بي إلى العِزِّ همَّتي | نَفَضْتُ بِوادِيكَ المُقَدَّسِ أَحْلاسي |
فَأَقْلَعَتِ الأيّامُ عَنّي ، وَرُبَّما | أَطَلَّتْ بِأَنْيابٍ علَيَّ وَأضراسِ |
وَلَوْلاكَ لمْ أَسْتَوْهِبِ العِيسَ هَبَّة ً | على طُرُقٍ تُغْوي الأَدِلاّءَ، أَدراس |
طَوَيْتُ إلى ناديكَ كُلَّ مُبَخَّلٍ | أَبَتْ شَوْلُهُ أَنْ تُسْتَدَرَّ بِإِبْساسِ |
وَكُنْتُ أُرَجِّي النّاسَ قَبْلَ لِقائِكُمْ | فَها أَنا بِعْتُ الزِّبْرِقانَ بِشَمَّاسِ |