ياحادِيَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ياحادِيَ الشَّدَنِيّاتِ المَطاريبِ | أَناقِلٌ أَنْتَ أَخْبارَ الأَعاريبِ؟ |
ترَّفعت بكَ أو بي همَّة ٌ تركت | هذا الرُّدينيَّ مهزوزَ الأنابيبِ |
فَعُجْ عَلى خِيَمٍ لَفّتْ وَلائِدُها | أَطنابَهُنَّ بِأَعْرافِ السَّراحِيبِ |
واهاً لليلتنا بالجزعِ إذ طرقتْ | عفرَ الأجارعِ من بطحاءِ ملحوبِ |
وَالوائليُّونَ يَسْري في عُيونِهِمُ | كَرَى ً هُوَ الغُنْجُ في لَحْظِ الرَّعابيبِ |
وَلاحَ في الكِلَّة ِ الصَّفراءِ لي رَشأٌ | يرمي دجى اللَّيلِ عن أجفانِ مرعوبِ |
طَرَقْتُهُ وَالنُّجومُ الزُّهْرُ حائِرَة ٌ | على مطهَّمة ٍ جرداءَ يعبوبِ |
وقد دَنَتْ منهُ حَتّى أَوْدَعَتْ أَرَجاً | أَحْناءَ سَرْجي أَفاوِيهٌ مِنَ الطِّيبِ |
وَكادَ يَفْتِلُ إكْرامَاً لِزائِرِهِ | عِذارَها مِنْ أَثيثِ النَّبْتِ غِرْبيبِ |
لكنَّهُ سترَ البدرَ المنيرَ بهِ | حتى أجارَ محبّاً صدغُ محبوبِ |
وقد أَخَذْنا بِأَطْرافِ الحَديثِ فَكَمْ | دَمْعٍ على مَلْعَبِ الأَطواقِ مَسْكوبِ |
وَاسْتُعْجِلَتْ قُبَلٌ مَرَّتْ على شَبِمٍ | صافي القرارة ِ بالصَّهباءِ مقطوبِ |
إنّي لأَدَّرِعُ اللَّيلِ البَهيمَ ولا | أُليحُ مِنْ قَدَرٍ يَأْتيكَ مَجْلوبِ |
وفيَّ من شيمِ الضِّرغامِ جرأتهُ | إذا أَرابَتْكَ أَخْلاقٌ مِنَ الذِّيبِ |
أواصلُ الخشفَ والغيرانُ مرتقبٌ | لا خيرَ في الوصلِ عندي غيرَ مرقوبِ |
وَلا أُحالِفُ إلاّ كلَّ مُشْتَمِلٍ | على حسامٍ منَ الأعداءِ مخضوبِ |
يستنزلُ الموتَ في إقدامهِ طرباً | إلى مدى ً يدعُ الشُّبانَ كالشِّيبِ |
ويستجيشُ إذا ما خطَّة ٌ عرضت | رَأْياً يَشيعُ بِأَسْرارِ التَّجاريبِ |
مِنْ مَعْشَرٍ يَحْمَدُ العافي لِقاحَهُمُ | إذا امتدرَّت أفاويقُ الأحاليبِ |
أَعْداؤُهُمْ وَمَطاياهُمْ على وَجَلٍ | فهم أعادي رؤوسٍ أو عراقيبِ |
مدَّ المعاويُّ من أضباعهم فلهم | عزٌّ تردَّوا بهِ ضافي الجلابيبِ |
أبو عليٍّ لهُ في خندفٍ شرفٌ | لفَّ العلا منهُ موروثاً بمكسوبِ |
على نحورِ الملوكِ الصِّيدِ منشؤهُ | وفي الحُجورِ مِنَ البِيضِ المَناجيبِ |
ذُو هِمَّة ٍ تَرَكَتْ كَعْباً وَأُسْرَتَهُ | بغاربٍ في مراقي الفخرِ مجبوبِ |
وشيمة ٍ فاحَ ريَّاها كما أرجت | خميلة ٌ وهيَ نشوى من شآبيبِ |
فَأَسْفَرَتْ عُقَبُ الأَيَّامِ عَنْ مَثَلٍ | بِهِ وَإنْ رَغِمَ الطّائِيُّ مَضْروبِ |
لَهُ أَساليبُ مِنْ مَجْدٍ أَبَرَّ بِها | على الوَرى ، وَالعُلا شَتَّى الأَساليبِ |
يهتزُّ منبرهُ عجباً بمنطقهِ | ترنُّحَ الشَّربِ من سكرٍ وتطريبِ |
وَلَيْسَ إنْ ثارَ في أَثْناءِ خُطْبَتِهِ | كالمهرِ يخلطُ ألهوباً بألهوبِ |
لكنّهُ يَمْلأُ الأَسماعَ مِنْ كَلِمٍ | ضاحٍ على صفحاتِ الدَّهرِ مكتوبِ |
والقارحُ المتمطّي في علالتهِ | يشوبُ في الحضرِ تصعيداً بتصويبِ |
يابنَ الّذينَ إذا ما أفْضَلُوا غَمَروا | عُفاتَهُمْ بِعَطاءٍ غَيْرِ مَحْسوبِ |
إنّي بِمَدْحِكَ مُغْرى ً غَيْرُ مُلْتَفِتٍ | إلى نَدى ً خَضِلِ الأنْواءِ مَطْلوبِ |
وَكَمْ يَدٍ لَكَ لاتَخْفَى أَمائِرُها | ما هَيَّجَتْ عَرَبيَّاً حَنَّة ُ النِّيبِ |
وَكَيفَ أَشْكُرُ نُعماكَ التي هَطَلَتْ | بها يَمَينُكَ وَطْفاءَ الأهاضِيبِ |
لا زِلْتَ تُلْقِحُ آمالاً وَتَنْتِجُها | مواهبٌ يمتريها كلُّ محروبِ |
وتودعُ الدَّهرَ من شعرٍ أحبِّرهُ | مَدائِحاً لَمْ تُوَشَّحْ بِالأكاذيبِ |