أقصرا قد أطلتما تفنيدي
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أقصرا قد أطلتما تفنيدي، | ومن الجهل لوم غير سديد |
لتجاوزتما بي اللوم والعذ | ل كأني شككت في التوحيد |
أتسومانني الصدود، وكالعلــ | ـقم، لو تعلمان، طعم الصدود |
إن من سنة الهوى أن يرى فيــ | ــه رشيد الأقوام غير رشيد |
قدكما من ملام من وقفت عيـ | ـناه بيد الدموع والتسهيد |
أكعهدي نوار أنت أم استحــ | ــدثت رأيا في نقض تلك العهود |
أبياض الثغور أم رمض الأجــ | ــفان، أشكو أم احمرار الخدود؟ |
إن للحب لوعة تترك الجلـــ | ــد إذا خامرته غير جليد |
مت شهيد الهوى فإن لمن ما | ت من الحب ضعف أجر الشهيد |
ملك راحتاه أحنى على العا | فين من والد ومن مولود |
كل يوم له عطاء جديد | يتلقى بوجه شكر جديد |
أبدعت راحتاه في الجود ما لم | يك لولا نداه بالموجود |
لو سعى قبل رفده رفد كف | لسعى رفده إلى المرفود |
كم وفود به استجاروا فأضحوا | بأياديه مستجار الوفود |
جاد حتى لقال عافيه ما يقــ | ــسم من رمل عالج أو زرود |
كل عيد له انقضاء، وكفي | كل يوم من جوده في عيد |
ما لذيذ الحياة أحلى لديه | من نجاح يغريه بالموعود |
بسطة فاتت النجوم علوا، | واغتدت بعد فوتها في الصعود |
تعجز الريح عن بلوغ مداها | فهي حسرى في شأوها الممدود |
ونفاذ يفل مستصعب الخطـ | ـب بعزم يخد في الجلمود |
لو تلاقي به الأسود لأعطت | طاعة المستكين غلب الأسود |
فإلى بأسه انتساب المنايا، | وإلى جوده انتساب الجود |
والعلا من فعاله في اجتماع، | واللهى من يديه في تبديد |
فكأن اللهى اجترمن إليه | فهي مطلوبة بتلك الحقود |
تتلقى حوادث الدهر منه | عزم رأي كالصخرة الصيخود |
لا يحب الثناء نزراً، ولا يجــ | ــتلب الشكر بالنوال الزهيد |
غير هيابة إذا استفحل الخطــ | ــب، ولا طائش ولا رعديد |
لم يضع منهج الصواب، ولم ير | م بسهم في الرأي غير سديد |
فاز من حارث وخسرو ومن دهر | مز بالمجد والفخار التليد |
وأطال ابتناءه الحسن القر | م وعبد العزيز بالتشييد |
جده الشملغان أكرم جد | شفع المجد بالفعال الحميد |
ترتعي منه في جناب مريع | مونق النبت طيب المورود |
ما انتصفنا من الليالي ولا الأيــ | ــام إلا أحمد المحمود |
حكم السيف في عديد سجستا | ن، وفي النفس منه بعد العديد |
فكفت منهم بطون سباع | قبروا جوفها بطون لحود |
غادرتهم يد المنية صبحاً | بالقنا بين ركع وسجود |
فهم فرقتان بين قتيل | قنصت نفسه بحد الحديد |
وأسير غدا له السجن لحداً | فهو حي في حالة الملحود |
فرقة للسيوف ينفذ فيها الــ | ــحكم قصداً، وفرقة للقيود |
وأقيمت له القيامة في قم | على خالع وعات عتيد |
فغدوا، إذا غدا عليهم، حصيداً | بالعوالي وقائما كحصيد |
وثنى معلما إلى طبرستا | ن بخيل يمرحن تحت اللبود |
فقرى هامهم سيوف المنايا | فجريح، أو مرعف، أو مود |
وكذا الكرد سن للموت فيهم | بطوال الرماح طول الخلود |
مثلما سن السيوف بــ قزيــ | ــن وجرجان قطع حبل الوريد |
عانقتهم ظبا السيوف فلا منــ | ـــصل إلا مغيث في جيد |
ومشت فيهم الرماح وخيداً | ووجيفاً من بعد ذاك الوحيد |
وهو المرء ما غزا بلداً بالرأ | ي إلا كفاه غزو الجنود |
يغتدي جيشه فتغدو المنايا | بين راياته وبين البنود |
ضامنا رزق كل طير كما ضمـ | ــن أرزاق كل ضبع وسيد |
ألفت كفه نجاح المواعيــ | ـــد، وأسيافه نجاح الوعود |
أيد الملك بعد ما ماد ركنا | ه بسيف الخلاف كل مميد |
مخمد نار كل حرب، ومذك | جمرها بالرماح بعد خمود |
كم عزيز أباده فغدا را | كب عود مركب فوق عود |
مطلق لم تحزه ساحة حبس | حبسه في شريطه المشدود |
أسلمته إلى الرقاد رجال | لم يكونوا عن وترهم برقود |
فهو كالشاعر استبدت به الفكــ | ــرة فيما أضل بعد الوجود |
يحسد الطير فيه ضبع البوادي | وهو في غير حالة المحسود |
غاب عن صحبه فلا هو موجو | د لديهم، وليس بمفقود |
وكأن امتداد كفيه فوق الــ | ـجذع في محفل الردى المشهود |
طائر مد مستريحاً جناحيــ | ـه استراحات متعب مكدود |
وله صاحب يخاطب عنه | من نأى عنه فوق شبر الوليد |
ما له والد يعد سوى الما | ء، ولا أم غير حر الصعيد |
وعلى ضعف جسمه تفتك القطـ | ــرة من فيه بالشجاع النجيد |
أخطب الخلق راجلاً فإذا رجــ | ــل خاطبت منه عين البليد |
لا يذود الحديد عن أعظم الأسـ | ــؤق حتى يذوق طعم الحديد |
وكذا السيف ليس يرضيك في الغمـ | ـد، ويرضيك ساعة التجريد |
سائر لفظه بكل الصواب | وهو في بيته أليف قعود |
وله شعبتان: شري وأري | من ردى قاتل ونيل عتيد |
كم سعيد أحذاه ثوب شقي | وشقي أحذاه ثوب سعيد |
يملأ الكتب من معان تؤام | وفرادى كالؤلؤ المعدود |
يجتليهن في سواد ويجلو | هن للناس في الثياب السود |
فتراهن كالعذارى إذا هــ | ــن تهادين وسط روض مجود |
ينظم الدر في بطون القراطيــ | ــس كنظم النظام در العقود |
يا بن عبد العزيز هنيت ما خــ | ولت من نعمة ومن تسويد |
إمراة إثر كتبة قد توالت | نعم الله فيهما بالمزيد |
نصر أذكوتكين أصبح معقو | دا له في لوائك المعقود |
لم تقلد له قياما بأمر | فاحتوى غب ذلك التقليد |
إن يكن في الأنام سعد سعود | بشريا فأنت سعد السعود |
يا حليف الندى بك امتد باعي، | وارتوت غلتي، وأورق عودي |
لتجاوزت بالبلاغة ما أعــ | ــيا على كل سيد ومسود |
نظر باحث، ونظم كنظم الـ | ـدر فصلت ينه بفريد |
يطمع السامعون فيه فإن را | موه ألفوه فوق بعد البعيد |
وبيان إذا استعيد تجلى | جدة باستعادة المستعيد |
جل عن أن ينال بالفهــ | ــم أو يدركه الواصفون بالتحديد |
فهو كالغادة التي نهد الثد | يان منها، أو أشرفا للنهود |
أو كورد الرياض أو وجنات الـ | ـكاعب الرود أو كوشي البرود |
ليس حوك القريض بالغ ما فيـ | ـك بوصف فيكتفى بالقصيد |
غير أن القريض أجمع شيء | لمقيم من العلا وشرود |