أيما خلة ووصل قديم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَيُّمَا خُلَّةٍ وَوَصْلُ قَدِيمِ، | صَرَمَتْهُ مِنّا ظِبَاءُ الصّرِيمِ |
نَافِرَاتٌ مِنَ المَشيبِ وَقَدْ كُنّ | سُكُوناً إلى الشّبَابِ المُقيمِ |
وَإذا ما الشّبَابُ بَانَ، فقُلْ مَا | شئتَ في غائِبٍ، بَطيءِ القُدومِ |
غُمّ عَنّا مَكَانُ مَنْ بالغَميمِ، | وَتَنَاءَى مَرامُ ذاكَ الرّيمِ |
وَحَسيرٍ مِنَ السُّهَادِ لَوِ اسْطا | عَ شَرَى لَيْلَهُ بِلَيْلِ السّليمِ |
خَلِّيَاهُ وَوَقْفَةً في الرّسُومِ، | يَخلُ مِن بَعضِ بَثّهِ المَكتومِ |
وَدَعَاهُ لا تُسْعِداهُ بِدَمْعٍ، | حَسبُهُ فَيضُ دَمْعِهِ المَسجومِ |
سَفَهٌ مِنكُما، وَإفْرَاطُ لُؤْمِ ، | أنْ تَلُومَا في الحُبّ غَيرَ مُليمِ |
تلكَ ذاتُ الخَدّ المُوَرِّدِ، وَالمُبْـ | ـتَسَمِ العَذْبِ، وَالحَشا المَهضُومِ |
غَادَةٌ مَا يَغُبُّ مِنْهَا خَيَالٌ، | يََقتَضِينى الجَوَى اقتِضَاءَ الغَرِيمِ |
لَوْ رَآهَا المُعَنِّفُونَ عَلَيْهَا، | لَغَدا بالصّحيحِ ما بالسّقيمِ |
إنّني لاجىءٌ إلى عَزَماتٍ، | مُعْدِياتٍ عَلى طُرُوقِ الهُمُومِ |
يَتَلاعَبْنَ بالفَيَافي، وَيُودِيـ | ـنَ بنِقْيِ المُسَوَّمَاتِ الكُومِ |
التّرَامي بَعْدَ الوَجيفِ، إذا استُؤ | نِفَ خَرْقٌ، وَالوَخدُ قبلَ الرّسيمِ |
كُلُّ مَهْزُوزَةِ المَقَذّينِ، تَلْغَى | رَوْحةَ الجأبِ خَلفَها، وَالظّليمِ |
جُنُحاً كالسّهامِ، يَحمِلنَ رَكباً | طُلَّحاً مِنْ سَآمَةٍ، وَسُهُومِ |
ما لَهُمْ عَرْجَةٌ وَإنْ نأتِ الشّقّةُ | غَيرُ الأغَرّ إبْرَاهِيم |
طالِبي مُنْفِسٍ، وَلَنْ يُكرَمَ المَطـ | ـلَبُ، حتّى يَكُونَ عِندَ كَرِيمِ |
نَشَدوا في بَني المُدَبِّرِ عَهْداً، | غَيرَ مُسْتَقصَرٍ، وَلا مَذْمُومِ |
لمْ يكُنْ ماءُ بحرِهِمْ بِأُجَاجٍ، | لا وَلا نَبْتُ أرْضِهِمْ بِوَخِيمِ |
في المَحَلّ الجَليلِ مِنْ رُبْتَةِ المُلْـ | ـكِ استَقَلّتْ، وَالمَذهبِ المُستَقيمِ |
للنّدَى الأوّلِ الأخيرِ الذي بَرّزَ | وَالسُّؤْدُدِ الحَديثِ القَدِيمِ |
هيَ أُكْرُومَةٌ نَمَتْ مِنْ بَني سَا | سانَ في خَيرِ مَنصِبٍ وَأُرُومٍ |
للصّرِيحِ الصّرِيحِ وَالأشرَفِ الأشْـ | ـرَفِ، إنْ عُدّ، وَالصّميمِ الصّميمِ |
وَإذا ما حَلَلْتَ رَبْعَ أبي إسْـ | ـحَاقَ ألْفَيْتَهُ مُوَطَّا الحَرِيمِ |
وَمتى شِمْتَ غَيْمََهُ لَمْ تُهَجِّنْ | صَوْبَ شُؤبوبِهِ الأَجش، الهَزِيمِ |
مُسْتَبِدٌّ بِهِمّةٍ جَعَلَتْهُ، | في عُلُوّ المَرْمى، شرِيكَ النّجومِ |
وَخِلالٍ، لَوِ استَزَدْتَ إلَيْهَا | مِثْلَهَا، ما وَجَدتَها في الغُيُومِ |
إتّبِعْهَا، فَقَدْ رَأيْتَ عِيَاناً | أثَرَيْهَا على العِدَى، وَالعَدِيمِ |
الأغَرُّ الوَضّاحُ تُورِي يَداهُ، | حينَ يَكْبُو زَنْدُ الأغَمّ البَهيمِ |
عَابِسٌ في حِيَاطَةِ الفَيءِ، يَلقى | مُبْتَغي نَقْصِهِ بِوَجْهٍ شَتيمِ |
يُؤثِرُ البُؤسَ في مُبَاشرَةِ الأمْـ | ـرِ، وَفي جَنْبِهِ مَكانُ النّعيمِ |
نَافِرُ الجَأشِ، لا تَقَرُّ حَشَاهُ، | أوْ يُؤدّي ظُلامَةَ المَظْلُومِ |
وَوَقُورٌ تَحْتَ السّكينَةِ ما يَرْ | فَعُ مِنْ طَرْفِهِ ضَجاجُ الخُصُومِ |
زَادَنَا الله مِنْ مَوَاهِبِهِ فِيـ | ـكَ، وَمِن فَضْلِهِ عَلَيكَ العَميمِ |
ما تَصَرّفتَ في الوِلايَةِ، إلاّ | فُزْتَ مِنْ حَمْدِها بحَظٍّ جَسيمِ |
لمْ تزَلْ من عُيوبها أبيَضَ الثّوْ | بِ، وَمِن دائِها صَحيحَ الأديمِ |
هَذِهِ البَصْرَةُ استَغاثَتْ إلى ذَبّـ | ـكَ عَنْها، وَسَيْبِكَ المَقْسُومِ |
قُمْتَ فيها مَقامَ مُسْتَعْذَبِ المَا | ءِ، مَصيفاً، وَمُسترَقِّ النّسيمِ |
وَدَفَعْتَ العَظيمَ عَنْهَا وَلا يَدْ | فَعُ كُرْهَ العَظيمِ غَيرُ العَظيمِ |
نَازِلاً في بَني المُهَلَّبِ وَالفِتْـ | ـنَةُ تَسْطُو عَلى سَوَامِ المُسيمِ |
كُنتَ فيهِمْ، فكُنتَ أوْفرَ حَظٍّ | خُصّتِ الأزْدُ فيهِ، دونَ تَميمِ |