أطلب النوم كي يعود غراره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أطلُبُ النّوْمَ كَيْ يَعودَ غِرَارُهْ | بخَيَالٍ، يَحلُو لَدَيّ اغْتِرَارُهْ |
كَمْ تَلاقٍ أرَاكَهُ، مِنْ قرِيبٍ، | صِلَةُ الطّيفِ طارِقاً وَازْدِيارُهْ |
وَهيَ في حِلْيَةِ الشّبابِ يضَاهي | جِدّةَ الرّوْضِ، مُشرِقاً نُوّارُهْ |
صِبغُ خَدٍّ يكادُ يَدمى احمِرَاراً | وَرْدُهُ في العُيُونِ، أوْ جُلّنارُهْ |
وَفُتُورٌ مِنْ طَرْفِ أحوَى إذا صرّ | فَهُ أعْنَتَ القُلُوبَ احْوِرَارُهْ |
أُنْسُهُ للعِدَى، وَمَا ليَ مِنهُ الـ | ـيَوْمَ إلاّ اسْتيحَاشُهُ، وَنِفَارُهْ |
جارُهُ الله، حيثُ حل، وَإنْ لمْ | يُجْدِ نَفْعاً مَقالَتي: الله جارُهْ |
لَيتَ شِعرِي ما حُجّةُ الدّهرِ فيهِ | أمْ لماذا اعتِلالُهُ وَاعتِذارُهْ |
وَوَزِيرُ السّلطانِ يَمْلِكُ أنْ يَخْـ | ـلُصَ لي رِقّةً، وَتَدْنُو دِيَارُهْ |
أوَْقَارٌ مِنْهُ، فمِن نَقصِ حظّي | حِلْمُهُ دُونَ بُغيَتي، وَوَقارُهْ |
يا أبَا غانِمٍ! أعِدْ فيِ قَوْلاً | يَفِضِ البَحْرُ، طامِياً تَيّارُهْ |
لمْ يكُنْ وَعْدُهُ بَعيداً مِنَ النُّجْـ | ـحِ، وَلا مُبطِئاً يَطولُ انتِظارُهْ |
نَيْلُهُ قَصْرَةٌ عَلَيْكَ، وَكَافٍ | لَكَ دونَ اقْتِضَائِهِ اذّكَارُهْ |
يُعظِمُ المَالَ مَعشَرٌ، وَأرَى المَا | لَ بحَيثُ ازْدِرَاؤهُ وَاحتِقارُهْ |
نَفَقَ الشّعرُ، بَعدَ ما كانَ عِلقاً، | فاحشَ الرُّخصِ، مُكسدينَ تجارُهْ |
جامِعُ المَكرُماتِ، إذْ باتَ يأبا | هُنّ جَمعُ البَخيلِ، وَاستِكثارُهْ |
بَيّنَ الجُودَ بِشْرُهُ وَأرَانَا الـ | ـعَفوَ منهُ عَلى العُداةِ، اقتِدارُهْ |
وَتَقَرّى آثَارَ مَصْقَلَةَ البَكرِيِّ | حَتّى تَجَدّدَتْ آثَارُهْ |
رَجَعَتْ مَكرُماتُهُ، قَبلَ أنْ تَرْ | جعَ مَبنِيّةً، على العَهدِ، دارُهْ |
أحْوَذِيٌّ، إذا تَمَهّلَ في الرّأ | يِ أرَاكَ الصّوَابَ كيفَ اختِيارُهْ |
مُوشكٌ عَزْمُه، وَمن حَسَبِ السّيْـ | ـفِ إذا هُزّ أنْ يُهَزّ غِرَارُهْ |
وَفّرَ الفَيْءَ، وَهوَ حُرُّ الصّفَايَا، | وَحَبَا ذا العَفَافِ فيهِ خِيَارُهْ |
مُنهِضُ الزّحْفِ للمُعادينَ يَبْدُو | حَثُّ سَرْعانِهِ، وَيُبْنَى مَنَارُهْ |
زَعْزَعَ الغَرْبَ ذِكْرُ يوْمٍ تَوَارَتْ | شَمْسُهُ وَاكتَسَى سَوَاداً نَهَارُهْ |
وَعَلى خَيلِهِ أُسُودٌ، عَلَيْهَا | حَلْقٌ يَدْرَأُ السّلاحَ مَدارُهْ |
مَعَهُ الحَزْمُ، وَهوَ من شدّةِ الإقْـ | ـدامِ يُخشَى تَغرِيرُهُ، وَخِطارُهْ |
بَذَلَ القَوْمُ رَهنَهمْ خوْفَ لَيثٍ | أثّرَتْ في عُداتِهِ أظْفَارُهْ |
وَهُمُ الصّادِقُونَ بَأساً، وَلكِنْ | أُلْقِيَتْ في كُبَارِ أمْرٍ كِبَارُهْ |