كم بالكثيب من اعتراض كثيب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَمْ بالكَثيبِ من اعترَاضِ كَثِيبِ، | وَقَوَامِ غُصْنٍ، في الثّيَابِ، رَطِيبِ |
وَبذي الأرَاكَةِ منْ مَصِيفٍ لابسٍ | نَسْجَ الرّياحِ، وَمَرْبَعٍ مَهْضُوبِ |
دِمَنٌ لزَيْنَبَ، قَبلَ تَشرِيدِ النّوَى | منْ ذي الأرَاكِ بزَينَبٍ، وَلَعُوبِ |
تأبَى المَنَازِلُ أنْ تُجِيبَ، وَمن جوًى | يَوْمَ الدّيارِ دَعَوْتُ غَيرَ مُجيبِ |
هَلْ تُبْلِغَنّهُمُ السّلامَ دُجُنّةٌ، | وَطْفَاءُ، سارِيَةٌ برِيحِ جَنُوبِ |
أوْ تُدْنيَنّهُمُ نَوازِعُ في البُرَى، | عُجْلٌ كَوَارِدَةِ القَطا المَسرُوبِ |
فَسَقَى الغَضَا والنّازِلِيهِ، وإنْ هُمُ | شَبّوهُ بَينَ جَوَانحٍ، وَقُلُوبِ |
وَقِصَارَ أيّامٍ بهِ سَرَقَتْ لَنَا | حَسَنَاتُهَا منْ كاشحٍ، وَرَقِيبِ |
خضرا يساقطها الصبا وكأنها | ورق يساقطها اهتزاز قضيب |
كانَتْ فُنُونَ بِطَالَةٍ، فتَقَطّعَتْ | عَنْ هَجرِ غَانِيَةٍ، وَوَخْطِ مَشِيبِ |
إمّا دَنَوْتُ من السّلُوّ مُرَوّياً | فيهِ، وَبعْتُ منَ الشّبَابِ نَصِيبي |
فَلَرُبّما لَبّيْتُ داعيَةَ الصّبَا، | وَعَصَيْتُ من عَذْلٍ، وَمِنْ تأنِيبِ |
يَعشى عنِ المَجْدِ الغَبيُّ، وَلَنْ تَرَى | في سُؤدَدٍ أرَباً لغَيرِ أرِيبِ |
لا تغل في جود الرجال فإنه | لم أرضَ جوداً غير جود أديب |
والأرْضُ تُخرجُ في الوِهَادِ، وَفي الرُّبَى، | عفو النّبَاتِ، وَجُلُّ ذلكَ يُوبي |
وإذا أبُو الفَضْلِ استَعَارَ سجيّةً | للمَكْرُمَاتِ، فَمِنْ أبي يَعْقُوبِ |
لا يَحتَذِي خُلُقَ القَصِيّ، وَلاَ يُرَى | مُتَشَبّهاً، في سُؤدَدٍ، بغَرِيبِ |
تُمضِي صَرِيمَتَهُ، وَتُوقِدُ رأيَهُ، | عَزَمَاتُ جُوذَرْزٍ وَسَوْرَةُ بِيبِ |
شَرَفٌ تَتابَعَ كابِراً عَنْ كابِرٍ، | كالرّمْحِ أُنْبُوباً عَلَى أُنْبُوبِ |
وأرَى النّجَابَةَ لا يَكُونُ تَمَامُها | لنَجيبِ قَوْمٍ، لَيسَ بابنِ نَجِيبِ |
قَمَرٌ منَ الفتيانِ، أبيَضُ صادعٌ | لدُجَى الزّمانِ الفاحِمِ الغِرْبيبِ |
أعيى خُطُوبَ الدّهرِ حتّى كَفّهَا | وَالدّهْرُ سِلْكُ حَوَادثٍ وَخُطوبِ |
قل كما صدقت مخايل بارق | يهمي، وفضل ناصع التهذيب |
وإذا اجتَدَاهُ المُجْتَدُونَ، فإنّهُ | يَهَبُ العُلا، في نَيْلِهِ المَوْهُوبِ |
نشرت عطاياه، فَصِرْنَ قَبائلاً | لقَبَاِئلٍ منْ زوره، وَشُعُوبِ |
كَمْ حُزْنَ من ذِكرٍ لغُفْلٍ خامِلٍ، | وَبَنَينَ منْ حَسَبٍ لغَيرِ حَسِيبِ |
دانٍ على أيْدي العُفَاةِ، وَشَاسعٌ | عَنْ كُلّ نِدٍّ في العلا، وَضَرِيبِ |
كالبَدْرِ أفرَطَ في العُلُوّ، وَضَوْءُهُ | للعُصْبَةِ السّارِينَ جِدُّ قَرِيبِ |
يَهْني بَني نو بَخْتَ أنّ جيَادَهُمْ | سَبَقَتْ إلى أمَدِ العُلا المَطْلُوبِ |
إنْ قِيلَ: رِبّعيُّ الفَخَارِ، فإنّهُمْ | مُطِرُوا بأوّلِ ذَلكَ الشّؤبُوبِ |
أوْ تُجْتَبَى أقْلاَمُهُمْ لكتَابَةٍ، | فَلَقَبْلُ ما كانَتْ رِمَاحُ حُرُوبِ |