طيف ألم فحيا عند مشهده
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طَيفٌ ألَمّ، فحَيّا عندَ مَشهَدِهِ، | قد كانَ يَشفي المُعَنْى مِنْ تَلَدّدِهِ |
تَجَاوَزَ الرّمْلَ يَسرِي مِنْ أعِقّتِهِ، | مَا بَينَ أغوَارِهِ السّفلى، وَأنْجُدِهِ |
بَاتَ يَجُوبُ الفَلا مِنْ جانِبَيْ إضَمٍ، | حتّى اهتَدى لرَميّ القلْبِ مُقصَدِهِ |
عَصَى عَلى نَهْيِ ناهيهِ، وَلَجَ بهِ | دَمْعٌ أبَرَّ عَلى إسْعَادِ مُسْعِدِهِ |
صَبٌّ بمُبرِيهِ مِن سُقمٍ، ومُدنفهِ | به ومَدُنيهِ مِنْ وَصْلٍ، وَمُبْعِدِهِ |
وعقد نِهَيتُ فؤادي، لوْ يُطاوِعُني، | عَن ذي دَلالٍ، غرِيبِ الحسنِ مفرَدِهِ |
عن حُبّ أحوَى أسيلِ الخَدّ أبيَضِهِ، | ساجي الجفونِ كحيلِ الطْرْفِ أسوَدِهِ |
مِثلُ الكَثيبِ تعَالى في تَرَاكُمِهِ، | مِثْلُ القَضِيبِ تَثَنّى في تأوّدِهِ |
لتَسْرِيَنّ قَوَافي الشّعْرِ مُعْجَلَةً، | مَا بَينَ سُيَّرِهِ المُثْلَى، وَشُرَّدِهِ |
جَوَازِياً حَسَناً عَنْ حُسْنِ أنْعُمِهِ، | وَعن بَوَاديهِ في الجَدوَى وَعُوَّدِهِ |
المفتدي ملوك العجم خاضعة | لفرعه المعتلي فيهم ومحتده |
وَالمُرْتَقي شَرَفَ العَلْيَاءِ، مُمْتَثِلاً | مَكانَ جَرّاحِهِ مِنْهَا وَمَخلَدِهِ |
غاياتُ آمالِنَا القُصْوى، وَعُدّتُنا الـ | ـعظمى لأقرَبِ ما نَرْجو، وَأبْعَدِهِ |
نَستأنِفُ النّعمَةَ الطُّولى العَريضَةَ من | إنْعَامِهِ، وَاليَدَ البَيضَاءَ مِنْ يَدِهِ |
إنْ يلْؤمِ النّاسُ عِشْنَا في تَكَرّمِهِ، | أوْ أخلَقَ الناس عدنا في تَجدّدِهِ |
إذا الرّجالُ استَذَمّوا عِندَ نَائِبَةٍ، | فاضَتْ يَداهُ، فأرْبَى في تَحَمّدِهِ |
لا يَوْمَ نَشكُرُ، إلاّ يوْمَ نَائِلِهِ | فينا، ولا غَدَ نَرْجُوهُ سِوَى غَدِهِ |
يُضِيءُ في أثَرِ المَعْرُوفِ، مُبتَهِجاً، | كالبَدْرِ وَافَى تَماماً وَقتَ أسْعُدِهِ |
إذا وَصَلْتُ بهِ في مَطْلَبٍ أمَلاً، | رأيتُ مَصْدَرَ أمْري قبلَ مَوْرِدِهِ |
يا أيّها السّيّد المُجْرِي خَلائِقَهُ | عَلى سَوابِقِ عَلْياهُ، وَسُؤدَدِهِ |
أنتَ الكَريمُ، وَقد قدّمتَ مُبْتَدِئاً | وَعْداً، وَكلُّ كَرِيمٍ عِنْدَ مَوْعِدِهِ |
وَلابنِ داوُدَ مَطْلٌ أنْتَ تَعرِفُهُ، | إنْ لم تَرُضْهُ وَتحلُلْ من تَعَقْدِهِ |