حَيِّ الدّيـارَ ؛ إذِ الزّمانُ زُمانُ ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَيِّ الدّيـارَ ؛ إذِ الزّمانُ زُمانُ ؛ | وإذِ الشّباكُ لنا خوى ً ومَعانُ |
يا حَبَّـذا سَـفَـوانُ من مُـتَرَبَّـعٍ ، | ولَرُبَّمـا جَمَـعَ الهَـوَى سَـفَـوانُ |
وإذا مَرَرْتَ على الدّيارِ مُسَلِّماً | فلِغَيرِ دارِ أُمَيْمَة َ الهِجْرانُ |
إنّ نَـسَـبْـنَا ، والمناسِبُ ظِـنَّـة ٌ ، | حتى رُميت بنا، وأنت حَصانُ |
لمّا نَزَعْتُ عن الغَوَايَة ِ والصَّـبا ، | وَخَدَتْ بيَ الشّدَنيّة ُ المِذْعانُ |
سَـبْـطٌ مَشَـافِـرُها ، دَقيـقٌ خَـطْمُها، | وكأنّ سائِـرَ خَـلْـقِـهـا بُنْـيانُ |
واحْتازَها لَوْنٌ جَرَى في جِلْـدِها ، | يَـقَـقٌ ، قَـقـرْطاسِ الوَليـدِ ، هِـجـانُ |
وإلى أبي الأمناءِ هارونَ الذي | يَحْـيا ، بِـصَـوْبِ سَـمائـهِ ، الحيوانُ |
مِلكٌ تصَوّرَ في القلوبِ مِثالُهُ، | فكأنّهُ لم يَخْلُ مِنْهُ مَكانُ |
ما تنطَوي عَنهُ القلوبُ بفَجرَة ٍ، | إلاّ يُـكَلّمُـهُ بها اللّـحَـظـانِ |
فَيظَلّ لاسْتِنْبائِهِ، وكأنّهُ | عيْـنٌ على ما غَيَّبَ الكِـتْـمـانُ |
هارونُ أُلِّفَـنَـا ائْـتلافَ مَـوَدَّة ٍ ، | ماتَتْ لها الأحْـقـادُ والأضْـغـانُ |
في كلّ عامٍ غَزْوَة ٌ وَوِفَادَة ٌ، | تَـنْـبَـتُّ ، بينَ نواهمـا ، الأقْـرَانُ |
حجٌّ، وغزْوٌ ماتَ بينَهما الكَرَى ، | باليَعْـمَـلاتِ شِعارُها الوَخَدَانُ |
يَرْمـي يهِنَّ نِـياطَ كلَّ تَـنوفَـة ٍ ، | في اللهِ رَحَّالٌ بهـا ، ظَـعَّـانُ |
حتى إذا وَاجَهنَ إقبالَ الصّفا، | حَنّ الْحَطيمُ، وأطّتِ الأركانُ |
لأغَـرَّ يَنْـفَـرجُ الدُّجَـى عن وَجْهِهِ | عَـدْلُ السّياسَـة ِ ، حُـبُّـهُ إيـمـانُ |
يَـصْـلى الهَجيـرَ بِغَـرِّة ٍ مَـهْـدَيَـة ٍ | لوْ شاءَ صانَ أديمَها الأكنانُ |
لكنّـه في اللهِ مُـبْـتَذِلٌ لهـا ، | إنّ التّقيّ مُسَدَّدٌ ومُعانُ |
ألِفَتْ مُنادَمَة َ الدّماءِ سُيوفُهُ، | وفَـلَـقَـلَّمـا تَـحْـتازُهـا الأجْـفانُ |
حتى الذي في الرّحْمِ لم يكُ صُورَة ً | لِـفؤادِهِ من خَوْفـهِ خَفَـقـانُ |
حذرَ امرىء ٍ نُصرَتْ يداه على العدى ، | كـالدّهْـرِ فيـهِ شَـرَاسَـة ٌ ولَيـانُ |
مُـتَبَـرِّجُ المَـعْـروفِ ، عَريضُ النّـدَى ، | حَـصِـرٌ ، بِلا ، منهُ فَمٌ ولِـسانُ |
للجُودِ مِنْ كِلتا يَدَيْهِ مُحرِّكٌ | لا يَسْـتَطيعُ بُـلوغَـهُ الإسْـكانُ |