أرشيف الشعر العربي

ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،

ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ، سَليلَة َ أسْوَدٍ، جَعدٍ، سُخامِ
مُـعَتَّـقَـة ٌ ، كمَـا أوْفَى لنُـوح سوَى خمسينَ عـاماً ، ألفُ عـام
أقامَتْ في الدّنان، ولم تَضِرْها، ولكِنْ زانَها طُولُ المقامِ
أشَـبّهُهـا ، وقَـدْ صُـفّـتْ صُـفُـوفـاً ، بأشياخٍ مُعَمَّمَة ٍ، قِيامِ
يشـجّ القـطْـرُ أرْؤسَها ، وتسقي علَيها الرّيحُ عاماً بَعدَ عامِ
فجاءَتْ كالدّمـوعِ صَـفّــاً وَحُسْنـاً ، كقـطْـرِ الطّـلّ في صـافي الرّخامِ
أُتيحَ لها مَجوسِيّ رَقيقٌ، نَـقـيّ الجيـبِ منْ غشِّ وذام
فسيّـلَـها بـرِفْـقٍ من بِـزالٍ ، فسَـالَ إليته عَيّـوقُ الـظّــلام
وأبْـرَزَها وقد بطـرَتْ ، وصارَتْ شَمُـولاً مِنْ مُماطَلَـة ِ الجِمـامِ
ترَى فيها الْحَبابَ، وقد تَدَلّى ، كمثْلِ الدُّرّ سُلّ منَ النّظامِ
تَـرى إلْـرِيقَنـا كـالطّـيْـرِ ســامٍ ، لَهُ فَرْخانِ مِنْ دُرٍّ وسامِ
إذا ما زَقّ فَرْخاً مِنْ سُلافٍ، تَـراهُ دامِـيـاً مِـنْ بَيـنِ دامِ
فخـذْها ، إنْ أرَدْتَ لَـذيذَ عَيشٍ ، ولا تَـعـدِلْ خَليليَ بـالمـدامِ
وإنْ قالوا: حرامٌ؟ قلْ: حرامٌ! ولكِنّ اللّذاذَة َ في الْحَرامِ
وخذْ من كفّ جارية ٍ، وصيفٍ، رخيمٍ الدلّ ، ملثوغِ الكَـلامِ
لها شَكـلُ الإناثِ وبَينَ بَينِ ، ترَى فيها تَكاريهَ الغُلامِ
فأحياناً تُقَطّبُ حاجبيْها، وأحْيـانـاً تَثَـنّى كـالحُسـامِ
وغنّ ، إذ طَرِبْتَ ، فديكَ نَفسي وقـد كحَلَتكَ أسْبـابُ المَنـامِ :
«ألا حَيِّ الْحَبيبَة َ بالسّلامِ، وإنْ هيَ لم تُطِقْ رجْعَ الكَلامِ»!

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

وَفَاتِـنِ الألْـحاظِ والخَـــدِّ ،

وفتيَـة ٍ كنُجومُ الليْلِ أوجُهُهمْ ،

لقد كنتُ وما في النّا

يا لاعباً بحياتي،

تـتيهُ الشمسُ ، والقـمـرُ المنيــرُ


مشكاة أسفل ٢