ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا خُذْها كمِصباحِ الظّلامِ، | سَليلَة َ أسْوَدٍ، جَعدٍ، سُخامِ |
مُـعَتَّـقَـة ٌ ، كمَـا أوْفَى لنُـوح | سوَى خمسينَ عـاماً ، ألفُ عـام |
أقامَتْ في الدّنان، ولم تَضِرْها، | ولكِنْ زانَها طُولُ المقامِ |
أشَـبّهُهـا ، وقَـدْ صُـفّـتْ صُـفُـوفـاً ، | بأشياخٍ مُعَمَّمَة ٍ، قِيامِ |
يشـجّ القـطْـرُ أرْؤسَها ، وتسقي | علَيها الرّيحُ عاماً بَعدَ عامِ |
فجاءَتْ كالدّمـوعِ صَـفّــاً وَحُسْنـاً ، | كقـطْـرِ الطّـلّ في صـافي الرّخامِ |
أُتيحَ لها مَجوسِيّ رَقيقٌ، | نَـقـيّ الجيـبِ منْ غشِّ وذام |
فسيّـلَـها بـرِفْـقٍ من بِـزالٍ ، | فسَـالَ إليته عَيّـوقُ الـظّــلام |
وأبْـرَزَها وقد بطـرَتْ ، وصارَتْ | شَمُـولاً مِنْ مُماطَلَـة ِ الجِمـامِ |
ترَى فيها الْحَبابَ، وقد تَدَلّى ، | كمثْلِ الدُّرّ سُلّ منَ النّظامِ |
تَـرى إلْـرِيقَنـا كـالطّـيْـرِ ســامٍ ، | لَهُ فَرْخانِ مِنْ دُرٍّ وسامِ |
إذا ما زَقّ فَرْخاً مِنْ سُلافٍ، | تَـراهُ دامِـيـاً مِـنْ بَيـنِ دامِ |
فخـذْها ، إنْ أرَدْتَ لَـذيذَ عَيشٍ ، | ولا تَـعـدِلْ خَليليَ بـالمـدامِ |
وإنْ قالوا: حرامٌ؟ قلْ: حرامٌ! | ولكِنّ اللّذاذَة َ في الْحَرامِ |
وخذْ من كفّ جارية ٍ، وصيفٍ، | رخيمٍ الدلّ ، ملثوغِ الكَـلامِ |
لها شَكـلُ الإناثِ وبَينَ بَينِ ، | ترَى فيها تَكاريهَ الغُلامِ |
فأحياناً تُقَطّبُ حاجبيْها، | وأحْيـانـاً تَثَـنّى كـالحُسـامِ |
وغنّ ، إذ طَرِبْتَ ، فديكَ نَفسي | وقـد كحَلَتكَ أسْبـابُ المَنـامِ : |
«ألا حَيِّ الْحَبيبَة َ بالسّلامِ، | وإنْ هيَ لم تُطِقْ رجْعَ الكَلامِ»! |