يا مَنْ جَـداهُ قـليـلُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا مَنْ جَـداهُ قـليـلُ ، | ومَـنْ بـلاهُ طـويـلُ |
ومَنْ دعاني إليهِ، | طرفٌ أحمُّ كَحِيلُ |
وواضِحُ النبْتِ، يحكي | مزاجَهُ الزنجبيلُ |
أو عين تَسْنيمٍ، أو شا | بَ طَـعْمُـهُ السّـلْسَـبيـلُ |
ووجنـة ٌ جـائـلٌ مـا | ؤهَا، وخدٌّ أسِيلُ |
وغُصْـنُ بـانٍ تَثَـنّى ، | لكَ الوثيقة ُ منّي، |
يجمّعُ الحسْـنَ فِيـهِ ، | وجْـهٌ وسيـمٌ ، جميـلُ |
ذاكَ الّـذي فيــه من صنـ | ـعة ِ الإله قُبولُ |
فـكلّ ما فيـهِ مـنْـهُ ، | قلْبي إليْه يميلُ |
ويْلي! فليسَ يَرى لي | حقّاً، وليس يُنِيلُ |
ويْلي! وما هكذا، يا | ويْلي، يكونُ الخلِيلُ |
لم يختـرق كرَمـاً بيْـ | ـننا بودٍّ رسولُ |
حتّى بدا منكَ ما لمْ | يُطِقْهُ قَطّ مَلولُ |
ولا اهْـتَـدي بـاحْتِيـالِ | إليه قطّ بخيلُ |
ولا ترى أنّ مـا قـد | يخفى عليّ يُخِـيـلُ |
و الطّـرْفُ منْكَ على غا | ئب الضّميرِ دلِيلُ |
فالله يرْعاكَ، يا من | مع الرّيـاحِ يميــلُ |
بـأنّنـي لا أحُــولُ | |
عَمّـا عهِـدْتَ ، وَرَبّي | راعٍ عليّ كَفِيلُ |
جَفـاكَ يـانَفْـسُ شـيءٌ ، | ما إنْ إليْه سبيلُ |
لأنّ حبـّـكِ حُـبّ في | في القلْبِ منّي دَخِيلُ |
ضَمّتْ إليّ وثَاقي | أغْلالُهُ والكُبُولُ |
فالحبّ فَـوْقي سَحَابُ ، | و الحبّ تحتي سُيـولُ |
فذا يسيـخُ بـرجْلـي ، | وذَا عـليّ هـطُــولُ |
وَلــلصّـبابَــة ِ حـوْلـي | مـدينَـة ٌ ، وقَبيــلُ |
ولــلْـحنيـنِ ، بقـلبــي ، | محـلّـة ٌ ، ومَقـيــلُ |
وليسَ حَوْليَ إلاّ | ريـاحُ حُـبّ تَـجُـولُ |
والقلْبُ قلبُ مُعَنّى ً، | والجسْمُ جسْمٌ علِيلُ |
شِعارُهُ الهمّ والْحُزْ | نُ والضّنَـا والعويـلُ |
ياأهْـلَ ودّي عَـلامَـا | صَـرَمْتُـمـونـي ؟ فقـولوا |
إنْ كانَ ذاكَ لذَنْبٍ، | فإنّني مُسْتَقيلُ |
مَا في يَدي منْكَ إلاّ | مُنَـى الغرورِ تُنيـلُ |
بَلى ! هُمومي ثِقَالٌ، | دقيقُهُنّ جَلِيلُ |
ولَسْتُ إلاّ بوَصْلٍ | على الصّدودِ أصولُ |
كانَ الكثيـر رَجـائـي ، | ففـاتَ مـنّي القـليـلُ |
فلا نَوالٌ زهيدٌ، | ولا عـطـاءٌ جـزيـلُ |
والــلهُ فـي كـلّ هـذا | حسبـي ، ونِعـمَ الـوكيـلُ |