أعْـطَتْكَ رَيحــانَهَـا العُــقــارُ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أعْـطَتْكَ رَيحــانَهَـا العُــقــارُ ، | و كــانَ مـن لَيْـلِكَ انْـسِــفــارُ |
فـانْعَـمْ بـهـا قبْلَ رائِـعــاتٍ | لا خمْرَ فيها، ولا خُمارُ |
و وقّرِ الكأسَ عن سفِـيــهٍ ، | فإنَّ آيِينَها الوقارُ |
تُخُـيّـرَتْ ، والنجـومُ وَقْـفٌ | لم يتَمكّنْ بهَا الْمَدارُ |
فلمْ تزَلْ تأكُلُ اللّيالي | جُـثْمـانَهــا مـا بـهـا انْـتِـصـارُ |
حـتى إذا مـاتَ كلّ ذامٍ ، | و خُلّصَ الـسـرّ والنّـجَــــارُ |
عــادَتْ إلى جَـوْهَـرٍ لَطيفٍ ، | عِيَانُ موْجودهِ ضِمَارُ |
كــأنّ في كـأسِها سَــرَاباً ، | تُخِيلُهُ المهمَهُ القِفَارُ |
كــأنّهـا ذاكَ ، حينَ تـزْهَى ، | لـو لمْ يَـشُبْ لـوْنَهـا اصْـفــرَارُ |
لا ينزِلُ الليلُ حيثُ حلّتْ، | فَـلَيْـلُ شُــرّابِـهـا نــهـــارُ |
حتى لوِ اسْتُودِعَتْ سِرَاراً | لم يخْفَ في ضَوْئها السّرَارُ |
مـا أسكـرتْـني الشّمــولُ ، لكِـنْ | مــديرُ طــرفٍ به احْــوِرَارُ |