أرشيف الشعر العربي

يزيدُ ! ماذا دهاكَـا

يزيدُ ! ماذا دهاكَـا

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يزيدُ ! ماذا دهاكَـا جُنِنْتَ؟ أم ما اعتراكا؟
مُـلْكٌ زَها بكَ بعدي أمْ صاحِبٌ أغْواكَا؟
أمْ غَفْلَة ٌ حدثَتْ فيـ ــكَ ، أم هَـوًى أضْـناكَـا ؟
أم مِـرَّة ٌ وافـقـتْ وقْـ ـتها؟ فهذا لِذاكَا
إمّا بَلاك لقد أجْـ ـــهـدَ الإلـهُ بـلاكَـا
أقبـلْ عليّ ، فـقُـل لي لا أبصَـرَتْ عينـاكَـا
أآذَنٌ أنتَ في قـطْـ ــعِ كلّ من صافـاكَـا ؟
بل ما أظنّ المعَنّى إلاّ امْرأً آخاكا
وإنْ يقَدِّرْ إلهُ الـ ـعِبادِ أنْ لا أراكا
وطَوْلِ ربٍّ على الهـجْـ ـرِ والْجَفَا قَوّاكا
لو أنّ كفّيْ عِنَانٍ رطوبَـة ً كفّـاكَـا
و وجْـنتَيْ تمتامٍ تحكيهـما وجْنتاكَـا
و مقلـتَـيْ رحْمَـة ً في زِنَاهُمَا مقْلَتاكا
وكنتَ في الحسْنِ فرْداً لمّا احتملتُ جفاكَـا
لا تهْوَيَنّ يزيداً، بعد الذي قـد أراكَـا
وقـد نهيتُ فؤادي ، في خلوة ٍ فتبـاكَـا
فـقلتُ : لا غَـرّني منـ ـك يا فؤادي بُكاكَا
فكنْ له قطّـاعاً ؛ وكُنْ لَه ترّاكَا
وإنْ همَـمْتَ بشيْءٍ ، من ودُّهِ ، فنهـاكَـا
فالسّوْطَ ما اسْتَمْسَكَتْهُ يمينُكَ اسْتِمْساكا
واللهِ . واللهِ ربّي أقولُهنّ دِراكَـا
لأقْمِطنّكَ في عَصْـ ـبة ٍ بفضل رِدَاكَا
حتى إذا ماجَدَلْنَـا كَ جانباً جئْنَاكَا
من آخِـذٍ لكَ نعْـلاً ، وآخِذٍ مِسْواكَا
وذا عِنانٍ ، وهذا سوْطاً، وذاك مَداكا
حتى إذا ما سَلخْنا سلْخَ النّشـوطِ قَفاكَـا
قـد أتى ، بعدُ ، قوْمٌ يقطّعُونَ الشّبَاكا
حتى تقول لإنْكا رِ ما به أغْشَاكَا
يا أرحَمَ الناسِ لي ، كَـا نَ مرّة ً، ما دهاكا؟
وقـد أمرْتَ من الجـ نِّ حَوْقَـلاً وضِـناكَـا
أنْ يصْـفِـناكَ على أرْ بَـعٍ ، وأنْ يُـبْرِكَـاكَـا
حتى إذا لم تُطِقْ منْ وقْعَ الصّفيـرِ حَـرَاكَـا
اسْتَعْتَبَاكَ، فإنْ عُدْ تَ بعدها صَـلباكَــا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

من أنا في موقفِ الحسـابِ ، إذا

وخمّارٍ تحطَطْـتُ إلَيـهِ رَحْلي ،

سـيَـحـبِـسُـني ، أظُـنّ ، عن المـسٍـيـــرِ

ماليَ في الناسِ كلّهم مثلُ ،

وَبَـديــعِ الحُـسْــنِ قـد فـَــا


روائع الشيخ عبدالكريم خضير