ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ومُشتعِلِ الخدّيْنِ، يسحَرُ طرْفُهُ، | له سِمَة ٌ يحكي بها سمة َ البَدرِ |
إذا مـا مشَى يهْتَـزّ من دونِ نَحْــرِهِ | وأعْطافِهِ منْهُ إلى منْتَهى الخصرِ |
وليستْ خُـطاهُ حينَ يُـزْهَى بـرِدفهِ ، | إذا ما مشَى في الأرضِ ، أكثَر من فِترِ |
دعوتُ لهُ باللّيْلِ صاحبَ حانة ٍ | بمـُـنْتقَـصِ الأطـرافِ ، مُـنـخسِفِ الظهرِ |
فجاءَ به في اللّيـلِ سَـحْـباً ، كأنّمـا | يجُـرّ قتيـلاً، أو نَـشـيـراً من القَــــبــرِ |
فـقـرَبَ من نحـو الأبـاريقِ خَـدّهُ ، | وقَهْـقَـهَ مـسـرُوراً من القَـرْقَـفِ الخـمرِ |
فصَبّ فـأبْـدتْ ، ثمّ شُـجّتْ، فكُتّبَتْ | ثمـانٍ من الوَاوَاتِ يضْـحَكْتنُ في سطرِ |
فـقـُـلْتُ لها : يا خَمْرُ كمْ لك حجَــة ً ؟ | فقالتْ: سكنْتُ الدنّ ردْحاً من الدهرِ |
فـقلتُ لها: كسرى حـواكِ ؛ فعبّسَتْ | وقـالتْ : لقد قصّـرْتَ في قلّـة ِ الصّبرِ |
سمعتُ بذي القرْنَينِ قبل خُروجِهِ، | وأدركتُ موسَى قبل صاحبهِ الخِضرِ |
ولو أنّني خُـلّـدْتُ فيـه سـكَـنْــتُــهُ | إلى أن يُـنـادي هاتفُ اللهِ بالحـشْـــرِ |
فبتْنَا عَلى خيرِ العُقارِ عوابساً، | وإبلِيسُ يحْـدُونَـا بـألـْـوِيــة ِ السكْرِ |