سقَى الله ظبياً مُبْديَ الغُنْجِ في الخطْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سقَى الله ظبياً مُبْديَ الغُنْجِ في الخطْرِ | يميسُ كغِصْنِ البان من رِقّة ِ الخصْرِ |
بعينيه سحْرٌ ظاهرٌ في جفونهِ، | وفي نَشْرِهِ طيبٌ كفائـحـة ِ العِـطـــرِ |
هو البدر، إلاّ أنّ فيهِ مــلاحــة ً | بتفْتيرِ لحْظٍ ليْسَ للشمسِ والبدرِ |
ويضْحكُ عن ثَغْرٍ مليحٍ كأنّهُ | حُبَابُ عُـقارٍ، أو نقيٌّ من الدُّرِّ |
جفاني بلا جُـرْمٍ إليْهِ اجترَمْتُهُ ، | و خلّفَـني نِضْـواً خلِـيّاً من الصّـبرِ |
ولوباتَ ، والهجرانُ يصْدعُ قلبَهُ ، | لجادَ بوصْلٍ دائمٍ آخرَ الــدّهْــرِ |
مخافـة َ أنْ يُبْـلى بهَجْـرٍ وفُرْقـة ٍ ، | فيـلْقَى من الهِجْـرانِ جمراً على جمرِ |
سقى الله أياماً، ولا هجْرَ بينَنَا، | وعُودُ الصِّبَا يهتَزّ بالورق النّضرِ |
يباكرُنَا النّوْروزُ في غَلَسِ الدُّجى | بنَوْرٍ على الأغْصَانِ كالأنجمِ الزُّهرِ |
يلوحُ كأعْلام الْمَطارِفِ وشْيُهُ | من الصّفرِ فوْق البيضِ والخُضرِ والحمرِ |
إذا قابَلَتْـهُ الرّيـحُ أوْ مَا بـرَأسِهِ | إلى الشّرْبِ أن سُرّوا، ومالَ إلى السّكْرِ |
و مسمعة ٍ جاءَتْ بأخرَسَ ناطقٍ، | بغيرِ لسانٍ ظَلّ ينطقُ بـالسّـحــرِ |
لتبـديَ سـرّ العاشقيـن بصـوته ، | كما تَنطقُ الأقدامُ تجهرُ بـالسّــرّ |
تَـرَى فَخِذَ الألْـواحِ فِيها كأنّهـا | إلى قَدَمٍ نِيطَتْ تضجّ إلى الزَّمْرِ |
أصابعُها مخضوبة ٌ ، وهي خمسة ٌ ، | تختَّمْنَ بالأوتَارِ في العُسْرِ واليُسْرِ |
إذا لحقتْ يـوماً لُـوي اصْبَعٌ لها، | فتحكي أنينَ الصّبّ من حُرقة الهجرِ |
تقول، وقد دبّتْ عُقَارٌ كأنّها | دمٌ ودموعٌ فوق خدّ، إذا تجري: |
سـلامٌ على شخصِ ، إذا ما ذكرْتُهُ | حَذِرْتُ من الوَاشينَ أن يهتِكوا سرّي |
فبغضُ النـدامَى في سرُورٍ وغبْطة ٍ ، | وبعضُ النّدامَى للمُدامة ِ في أسرِ |
وبعضٌ بكى بعضاً، ففاضَتْ دُموعُه | على الخَدّ كالمَرْجانِ سال إلى النَّحرِ |
فساعدتُهُمْ علْماً بما يورِثُ الهـوى ، | وأنّ جنونَ الْحُبّ يُولَعُ بالْحُرّ |
فَـسقْـياً لأيّـامٍ مضَتْ ، وهيَ غَضّـة ٌ، | ألا ليتَها عادتْ ودامتْ إلى الحشْرِ |