طرِبْتُ إلى خـمْـرٍ، وقَـصْـفِ الدسـاكرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
طرِبْتُ إلى خـمْـرٍ، وقَـصْـفِ الدسـاكرِ، | و منزلِ دُهْـقـانَ بها غيرِدائـرِ |
بفـتيـانِ صِـدْقٍ من سَـرَاة ِ ابنِ مـالِـكٍ | وأزد عُـمــانٍ ذي العُـلَى والمفاخِـرِ |
فلمّا حلَلْنَاهَا نزَلْنا بأشمطٍ، | كريمِ المحيّا، ظاهرِ الشرْكِ، كافرِ |
له دِينُ قِـسّيـسٍ ، وتدبيرُ كاتـِـبٍ ، | وإطْرَاقُ جَبّارٍ، وألْفاظُ شاعِرِ |
فحيّا وبيّا، ثمّ قال لنا: اربعوا! | نزلتُمْ بنا رحْباً بأيْمنِ طائرِ |
فقلنا له: إنّ المدامَ غذاؤنَا | وإنّا أُولُو عقلٍ، وأهْلُ بصائرِ! |
فجــاءَ بها قد أنهكَ الغَمْوُ جسمَها، | وأوْجعَها في الصّيْفِ حرُّ الهواجِرِ |
فـقلتُ لها لمّـا أضاءَ سـناؤهَــا | على صَحْنِ كأسٍ قد علا الكفَّ زاهرِ: |
أبيني لنا يا خمرُ! كمْ لكِ حجّة ً؟ | فقـالت: لَحَاكَ اللهُ ! لستُ بـــذاكِــرِ |
شهِدتُ ثموداً حينَ حلّ بها البِلى ، | وأدركت أيّـاماً لعمـْـرِوبن عـامـرِ ! |
فقلنا: أنُسْقاها على وجْهِ أهْيَفٍ | له تِيـهُ معـشـوقٍ وشَخْـرَة ُ شــاطرِ ؟ ! |
فما زالَ هذا دأبَنا وغــذاءَنـــا ، | ثلاثينَ يوْماً معْ ليالٍ غوابِرِ |
ترى عنـدنـا مـا يكـره الله كلّـهُ ، | سوى الشّرْكِ بالرّحمنِ، ربّ المشاعرِ |